انعقدت أخيرا بميدلت الدورة الثالثة للمجلس الإقليمي للحزب تحت شعار: «ثقتنا في المستقبل رهينة بانخراطنا الجدي في مسلسل الإصلاحات». وأطر هذه الدورة كل من السادة: محمد الأنصاري عضو اللجنة التنفيذية للحزب، أحمد عدنان مفتش الحزب بالإقليم، رشيد عدنان النائب البرلماني بالإقليم وحسن أبطوي الكاتب الإقليمي للجامعة الحرة للتعليم. وتميز هذا اللقاء بالحضور المكثف لممثلي وأعضاء مكاتب الحزب ومنظماته الموازية. كما كان الحضور كذلك حاشدا بالنسبة للمرأة الاستقلالية. وقد افتتح أشغال هذا المجلس السيد احمد عدنان مفتش الحزب بالترحيب بالسادة والسيدات الحاضرين وفي مقدمتهم الأستاذ محمد الأنصاري مبعوث اللجنة التنفيذية، ثم طلب من الحضور قراءة الفاتحة ترحما على أرواح المناضلين الاستقلاليين والذين وافتهم المنية بين دورتي المجلس الإقليمي. وتطرق بعد ذلك الى مسلسل الإصلاحات ودعا كافة المناضلين للمساهمة فيها كلا من موقعه من أجل تحمل مسؤولية المستقبل، رغم كل الأساليب التي تسيء للكرامة والمواطنة من فساد ورشوة والتي تنهجها بعض الأحزاب. وعقد الأمل على التغيير الذي تشهده البلاد والذي دعا إليه الملك، منوها بالإمكانات البشرية والاقتصادية التي يزخر به المغرب وبانخراط الحزب وكل مكوناته في هذا المسلسل الإصلاحي وبالموقع المتقدم الذي يحتله الحزب بهذا الإقليم الفتي. ثم قام بجرد أسماء المكاتب الحزبية التي تم تجديدها مؤخرا بالمنطقة بما فيها تأسيس منظمة المرأة الإستقلالية بميدلت والكتابة الاقليمية للجامعة الحرة للتعليم. كما أطلع الحضور على برنامج الأنشطة التي قام بها الحزب بالمنطقة. وتمنى في ختام كلمته النجاح لأعمال المجلس الإقليمي. وأعطيت الكلمة بعد ذلك للأستاذ حسن أبطوي الكاتب الإقليمي للجامعة الحرة للتعليم، تحدث من خلالها على الثورات التي تعرفها الدول العربية وعن الأفكار الجديدة النابعة منها، واعتبر أن المنفذ الحقيقي هو أن نعيش الديمقراطية في شموليتها الاجتماعية والاقتصادية وليس السياسية فقط وأشار إلى الخلل الذي تعرفه الجهات من حيث وجود تباين فيما يخص الكثافة السكانية. وفيما يخص الإصلاحات الجارية، فضل ألا يكون النقاش أفقيا واقترح اشراك كافة المواطنين وألا يقتصر هذا الحوار فقط على مدينتي الرباط والدار البيضاء. وأشار إلى التأثير السلبي لتسيير المغرب من طرف حزب الأصالة والمعاصرة، هذا الحزب الحكومي الذي يسحب البساط من تحت الحكومة. وفي بداية كلمته تحدث السيد النائب البرلماني عن تسيير الشأن المحلي بمدينة ميدلت باعتباره أيضا رئيسا للجماعة الحضرية واصفا الوضع بهذه المدينة بالكارثي لكون أغلب المواطنين لا يتوفرون على الماء والكهرباء، مما يجعل الشغل الشاغل للمجلس هو هذا الوضع على حساب التنمية. وتناول الأوضاع بالعالم القروي المحيط بالمدينة ووصفها بالكارثية أيضا بسبب الحرمان التام من كل مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومسالك، وألح على ضرورة الدعم من طرف الدولة ليتمكن المجلس من مواجهة مشاكل المواطنين والسهر على كرامتهم وإيجاد الشغل لهذه الفئات المهمشة. وبشر المواطنين بقرب تحقق مشاريع متعددة بالمناطق المجاورة للمدينة وكذا العمل مستقبلا على تعبيد وتبليط أزقة المدينة وتقوية بنيتها التحتية. وفي مستهل كلمته التوجيهية عبر الأستاذ محمد الأنصاري عضو اللجنة التنفيذية والمنسق المكلف بجهة مكناس تافيلالت عن سعادته بتواجده بين المناضلين الذين حضروا من كل أرجاء هذا الإقليم للمشاركة في كل المواضيع الحساسة لهذا اللقاء الهام، معبرا عن شكره لهم جميعا، كما أبلغهم تحية اللجنة التنفيذية وعلى رأسها السيد الأمين العام، كما ركز على ضرورة التطرق لكل المواضيع وللحدث التاريخي الذي تجتازه البلاد بمنطق العقل ووفق توجه ومطالب شباب 20 فبراير. وأوضح بهذا الخصوص أن الإبقاء على الملكية كان من نضالات حزب الاستقلال ومازال، مؤكدا أن الحزب يتابع وباهتمام كل المستجدات والمتغيرات التي يعرفها العالم العربي. ونوه بثورة الشباب المغربي والتي نادت بالإصلاحات والمطالب بكل جرأة وبدون خوف، هذه المطالب التي كانت من مطالب الحزب منذ مدة، مضيفا أن الحزب كان ينسق دائما مع المؤسسة الملكية في كل إصلاح باعتبارها رمزا للاستقرار لتجنب كل التطاحنات أو الصراعات بحكم التركيبة البشرية للمغرب. وتناول بالشرح والتوضيح خطاب 9 مارس وبين أنه يتماشى وتوجهات الحزب، مشيرا إلى الإصلاحات التي جاء بها فيما يخص: - الهوية المغربية بما فيها الأمازيغية - تقوية سلطة البرلمان - تقويةاختصاصات الوزير الأول حقوق الإنسان، مؤكدا أن الأهمية كل الأهمية يجب أن تعطى للشباب والنساء وفق إرادة جلالة الملك وتصور الحزب الذي يؤيد: كل الحريات والاصلاحات والمطالب السلمية. وتحدث بعد ذلك عن اللجنة الملكية الاستشارية للصياغة وتلقي الإقتراحات وكذلك عن اللجن التي كونها الحزب لصياغة اقتراحاته في كل الإصلاحات وفي الجهوية المتقدمة وتقديمها للجنة الاستشارية. وفي ختام كلمته حيا الشباب الحاضر على الحماس الذي لمسه فيه وعن الجرأة التي اتصف بها خلال هذا اللقاء. وفي نهاية مداخلات السادة مؤطري الجلسة، فتح باب التدخلات، حيث أثيرت مجموعة من المشاكل التي يعاني منها الإقليم، بالإضافة إلى تساؤلات واقتراحات في مجالي الإصلاحات السياسية الجارية والجهوية المتقدمة. وتفضل الأستاذ محمد الأنصاري عضو اللجنة التنفيذية بتقديم إجابات شافية ودقيقة لكل التساؤلات لبت انتظارات كل المتسائلين. وكان الشيء المثير حقا في هذا اللقاء هو الشكر والثناء والشهادات التي كان يقدمها الحاضرون في شخص ممثلهم في البرلمان وفي المجلس الحضري السيد رشيد عدنان لما لمسوه فيه من جهود وتضحيات وروح المسؤولية التي يتحلى بها. وفي ختام هذه الدورة شكر الأستاذ أحمد عدنان مفتش الحزب الجميع على مشاركتهم في أعمال المجلس الإقليمي وتمنى أن ينتقل المغرب إلى العيش في الديمقراطية الحقيقية وتفعيل القوانين ودعا للحاضرين بالتوفيق. واسدل الستار على أعمال الدورة الثالثة للمجلس الإقليمي بترديد نشيد الحزب بشكل جماعي.