دعا وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبي، إلى الحوار مع الحركات الإسلامية في العالم العربي، وخاصة تلك «التي تنبذ العنف، وتقبل بقواعد اللعبة الديمقراطية»، مؤكدا أن بلاده لا تسعى للإطاحة بالزعماء العرب. وقال جوبي، في ختام منتدى تحت عنوان «الربيع العربي» نظمته وزارة الخارجية الفرنسية في معهد العالم العربي بباريس، وشارك فيه إسلاميون من مصر وتونس بشكل خاص، «علينا أن نتحاور ونتبادل الأفكار مع كل الذين يحترمون قواعد اللعبة الديمقراطية، وبالتأكيد المبدأ الأساسي القائم على رفض اللجوء إلى العنف». وردا على كلام لأعضاء في حزب النهضة الإسلامية بتونس، قالوا خلال هذا المنتدى إن الإسلاميين «سيفاجئون» الغرب بمواقفهم الداعمة للديمقراطية، قال جوبي «فاجئونا.. أنا لا أطلب أكثر من ذلك». وتابع «لسنا في ذهنية من يريد وصم العالم الإسلامي أو الديانة الإسلامية بوصمة معينة، بل على العكس نريد أن نتحاور مع هذه الديانة، وسأقدم إليكم اقتراحا: تعالوا لنتكلم معا عن ماهية العلمانية، وربما قد نجد أنفسنا نقف على أرضية مشتركة». وكان العضو في حركة النهضة الإسلامية التونسية محمد بن سالم قال قبل جوبي إن حركته طالبت بأن «تكون اللوائح الانتخابية مناصفة بين النساء والرجال» خلال الانتخابات المقبلة في تونس، وأضاف موجها كلامه إلى الحضور «سنفاجئكم». وفي حديثه عن الثورات الشعبية العربية، قال جوبي إن فرنسا لا تسعى للإطاحة بزعماء في العالم العربي. وأضاف في مؤتمر صحفي بباريس، أن بلده تشعر بقلق بالغ بسبب أعمال العنف في اليمن وسوريا، محذرا من أن الموقف في سوريا قد يتصاعد إذا لم يقم الرئيس بشار الأسد بإصلاحات عاجلة. وقال جوبي ، في المؤتمر الذي جمع أيضا سفراء فرنسا لدى دول العالم العربي والسفراء العرب لدى فرنسا وأكاديميين، «في اليمن وسوريا.. الموقف مثير للقلق بدرجة كبيرة». وأضاف «يجب أن تدرك تلك الدول أنه لا يوجد طريق غير الحوار يوصل إلى استجابة واضحة لطموحات شعوبها والحاجة إلى التعبير عن أنفسهم بحرية كاملة». وقال جوبي إنه لا يمكن حماية المدنيين في ليبيا مع بقاء العقيد معمر القذافي، «لكن ذلك لا يعني أن الإطاحة بزعماء أصبحت هدفا في السياسة الخارجية الفرنسية، وسياستنا لا تزعم تغيير النظام». و حول سؤال عما إذا كانت هناك فرصة لتتصاعد الأمور في سوريا، رد جوبي «توجد مخاطر، والوسيلة الوحيدة لمنعها هي القيام بالإصلاح.. هناك حاجة إلى قطع شوط أبعد في سوريا». تجدر الإشارة إلى إن في فرنسا أكبر جالية مسلمة في غرب أوروبا، حيث يصل عدد المسلمين فيها إلى خمسة ملايين شخص .