أكد ''هوبير فيديرين''، وزيرخارجية فرنسا الأسبق خلال محاضرة له بمدينة سلا، ''على أن المغرب يمتلك تاريخا سياسيا يسمح بتحول هادئ نحو الديمقراطية، وأن الحركة الإسلامية المعتدلة يجب أن تشكل جزءا من تدبير هذا التحول''. ومن جهته دعا وزير الخارجية الفرنسي الحالي ''آلان جوبيه'' إلى حوار مع الحركات الإسلامية في العالم العربي التي تنبذ العنف وتقبل بقواعد اللعبة الديموقراطية. وقال ''جوبيه'' في ختام منتدى تحت عنوان ''الربيع العربي'' نظمته وزارة الخارجية الفرنسية في معهد العالم العربي في باريس: ''علينا أن نتحاور ونتبادل الأفكار مع كل الذين يحترمون قواعد اللعبة الديموقراطية وبالتأكيد المبدإ الأساسي القائم على رفض اللجوء إلى العنف''. وأضاف جوبيه ''آمل بأن يفتح هذا الحوار من دون عقد مع التيارات الإسلامية''. وفي محاضرة من تنظيم مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد بعنوان ''الطفرة في البحر البيض المتوسط هل يعلن ذلك عن نقلة نوعية في العلاقات الدولية''، قال وزير الخارجية الفرنسي السابق إن ''الحركة الإسلامية المعتدلة يمكن أن تشكل صمام أمان في بناء الديمقراطية الحقيقية في العالم العربي، وعلى الجميع النظر إلى الرقعة العربية ليرى ماذا جرى في البلدان التي سمحت للحركة الإسلامية غير العنيفة بالتحرك العلني''. وتحدث ''فيديرين''، الذي يمثل المدرسة الواقعية في الديبلوماسية الفرنسية، ''كثيرا'' عن وضع ومستقبل المغرب في ظل التحولات الجارية في العالم العربي. إذ شدد على أن ''التركيز من قبل البعض على الاستثناء المغربي قد يجعل المغرب في المستقبل القريب في مواجهة وقائع متناقضة وغير مرغوب فيها''. ومن باب الديبلوماسية، حاول فيدرين تقديم نصائح لأصحاب القرار، منها أن ''موجة الديمقراطية لن تتوقف وعلى المغرب ركوب القطار بجدية''. وفي الوقت الذي اعتبر فيدرين ''أن الملكية المغربية هي الوحيدة التي تناغمت مع مطالب التغيير''، واستدرك قائلا: ''منطق السلطوية لن يقاوم أكثر من خمس سنوات، ولا يمكن مراوغة تطلعات الشعوب''. وعن علاقة فرنسا بما يجري، شدد وزير الخارجية في عهد الرئيس جاك شيراك على أن ''فرنسا لا شأن لها في نبرة مطالب الشعب المغربي''. منبها الجميع: ''لا نذهب بعيدا في التأويلات، فموقف فرنسا لم يكن تدخلا في شؤون المغرب''، معتبرا من جهة أخرى ''أن فرنسا لا تزالت تعتبر الاهتمام بما يجري في المغرب من صميم مصالحها الاستراتيجية والحيوية، لكن دون الذهاب إلى حد رسم معالم التحرك المستقبلي بالنسبة للمغاربة''.