.... أجمل من عرس، وأكثر من احتفال هي الأجواء التي سيعرفها غداً الأحد مركب محمد الخامس بداية من الساعة الخامسة والنصف مساء ومناسبة الديربي 110 بين الغريمين البيضاويين الوداد والرجاء الذي يعطي لكل المتتبعين داخل وخارج الوطن وجهاً مغايراً لمقابلات بطولة كرة القدم المغربية، وهو اللقاء الذي يحاط بخصوصيات على جميع مستويات التهييء التنظيمي والأمني واستعدادات جماهير كل فريق والتهيء النفسي والمعنوي والتكتيكي للاعبين ناهيك عن السجالات الكلامية بين المدربين من خلال عزمهما على كسب اللقاء ثم سكان البيضاء الذين بقدرما تجمعهم قواسم مشتركة طيلة السنة بقدر ما يفرقهم حب كل فئة لأحد اللونين الأحمر أو الأخضر ناهيك عن التكهنات والمراهنات التي لا تخلو من أي حي أو مقهى أو داخل البيت الواحد الذي يجمع بين عشق متباين أما للوداد أو الرجاء، وكل هذا يزيد من حماس البيضاويين ومن بعدهم عشاق الفريقين في المدن المغربية الأخرى أو خارج الوطن لدى مغاربة العالم. رغم إشاعة التأجيل!! ٭... وقد كثر الكلام بداية من الأسبوع الماضي حول احتمال تأجيل اللقاء بداعي الأسباب الأمنية من جهة ورغبة الوداد إجراء مؤجلها أمام شباب المسيرة أولا لاستنفاد العقوبة المسجلة في حق اللاعبين الأساسيين فابريسي والعليوي لتعزيز صفوف الفريق في لقاء الغد.، إلا أن الفريقين معا وتفاديا لسقوط خبر التأجيل وحثمية إجراء المقابلة بعد إصرار الجامعة وبرمجتمها للديربي في موعده، فقد دخل كل منهما في معسكر إعدادي بداية من يوم الخميس، حيث انتقل فريق الرجاء إلى مدينة الجديدة وفريق الوداد إلى مركب بوسكورة بضواحي البيضاء وذلك من أجل حصر تركيز لاعبي المجموعتين على المقابلة بعيداً عن ضغوط الجماهير وملاحقتها لهم. كما أن اللاعبين والمدربين معا عملوا على إقفال هواتفهم النقالة تفاديا لأي إزعاج سواء من المحبين أو حتى رجال الصحافة وكل هذا سعيا وراء إعداد جيد ومركز بهدف تقديم طبق كروي شيق عبر مقابلة يراهن الجميع أن تكون قمة على جميع المستويات حضوريا جماهيرياً وتنظيما وعطاء فنيا وكرويا على أرضية الملعب. فخر الدين وفاخر... شاءت المواجهة 110 لهذا الديربي أن تجمع هذه المرة امحمد فاخر بفخر الدين رجحي وهما يتقلدان مسؤولية تدريب الفريقين عكس اللقاءات السابقة من الديربيات كلاعبين (جناح ضد مدافع) وهذا سينعكس لامحالة على نهجهما التكتيكي في المقابلة ففخر الدين يعد من المخلصين للنهج الهجومي فيما فاخر يعد من المفضلين للنهج الإحتراسي ولانقول الدفاعي وهذا التباين سيعطي لامحالة نكهة خاصة لأطوار اللقاء الذي يتميز بالنسبة للرجاء بمشاركة كل اللاعبين بدون استثناء بمن فيهم متولي وحسن الطير، فيما يعرف فريق الوداد نقصا في غياب العليوي وفابريس، إلا أن عودة يوسف برابح وبن كجان على مستوى الدفاع سوف تمنح اطمئنانا للمدرب فخر الدين الى جانب العلاوي الذي عاد وسيعزز الهجوم. من هنا نرى أن المنافسة والصراع سوف يحتدمان بين فاخر وفخر الدين ليس على أرضية الملعب كما كان سابقا ولكن على كرسي الشرط من منطلق موقعهما كمدربين كل منهما يدافع على (عرامه) كما يقول المثل الشعبي.. إستعدادات أمنية متميزة....!! كون أن مقابلة الديربي واعدة وكما جرت العادة دائما بتدفقات جماهيرية غفيرة فالسلطات الأمنية بادرت الى التهيء الجدي لتغطية هذا الحدث. عبر اجتماعات متتالية همت جميع المتدخلين لضبط كل كبيرة وصغيرة وتفادي أي إنزلاقات قد تفسد العرس الكروي وهكذا فمن المنتظر أن يسهر 5500 رجل أمن على التنظيم من مختلف الأطياف الأمنية (عمومي وتدخل سريع واللواء وعناصر من المعهد الملكي). للسهر على الأمن داخل وخارج المركب والطرق ومحيط المركب ، والى جانب هذه القوات الأمنية خصص فريق الوداد باعتباره المستقبل 230 عنصر من الأمن الخاص لمراقبة عمليات الدخول الى المدرجات والمنصات . أشياء أخرى عن الديربي إلى جانب كل هذه الإجراءات المعلن عنها فالوداد بادرت إلى طبع 46500 تذكرة طرحت للبيع منذ الاثنين الماضي بالعديد من نقط المدينة وحددت أثمانها في 50 درهما للمنصة العارية و 100 للمنصة المغطاة و 150 للمنصة الشرفية و 400 للمنصة المرقمة. كما أن نقل اللقاء تلفزيا سيتم عبر قناتي الرياضية ودوزيم وبفضاء الملعب نشرت عدد من الكاميرات الخاصة بمراقبة الشغب والقائمين به قصد الترصد لهم. كما أن الساهرين على التنظيم سيعملون على وضع نقط تفتيش قبل الدخول الى المركب لمنع تسرب الشهب المضيئة (الفلامو) ماذا يخفي الجمهور..!! لن يختلف ديربي هذه المرة عن سابقيه من الديربيات وحسب المعلومات التي توصلنا إليها فجمهور كل فريق بصدد إعداد تيفو جميل يقال بأنه سيختلف عن التيفوات السابقة بمعنى أن المنافسة على أشدها في الكواليس بين جماهير الفريقين وجمعياته للظهور بما هو جميل وما يمكن أن يضيف نقطة أو تقدم درجة على مستوى ترتيب جماهير الدربيات العالمية ونحن نعلم أن ديربي البيضاء يحتل حاليا الصف السابع عالميا متقدما على ديربيات عريقة أبرزها ديربي الريال والبارصا. بين الذهاب والإياب أصعب من الصعب أن يتكهن ملم بالكرة بالنتيجة التي سيؤل لها هذا الديربي بقدر ما يمكن القول بأنه سيكون قويا والمنافسة فيه على أشدها لاعتبار هو أن لقاء الذهاب كان قد انتهى لصالح الوداديين وكان الرجاويون هم المستقبلون بنتيجة (2/1) أي أن الرجاء مرغمة على رد دين انهزامها بميدانها في حين يكبر طموح الوداديين للحصول على النقاط الثلاث للدخول ضمن كوكبة الصراع على اللقب الذي في حوزتها بينما يرى فريق الرجاء أن الخروج من هذه المواجهة بالفوز مفتاح دق باب ريادة البطولة. وما بين الطموحين المشتركين للحمر والخضر يكمن لغز هذه المقابلة التي يريد منها الجميع أن تعرف أجواء رياضية أخوية بين الغريمين وألا تخرج عن إطارها الرياضي كمقابلة في كرة القدم لا أقل ولا أكثر. الرويسي لإدارة اللقاء..!! ... لن نقول بأن مديرية التحكيم قد عرفت حيرة في اختيار الحكم المناسب لهذه الحدث الرياضي، بل هي من خلال اجتماعاتها على امتداد الأسبوع قد اهتدت ألى الحكم خليل الرويسي الذي ستوكل إليه المهمة للمرة الثانية على التوالي، وما يتمنى الجميع هو أن يكون هذا الاختيار صائبا . رحمة بالجماهير المتوافدة نعلم مسبقا أن الجماهير سوق تتوافد بالآلاف عن المركب الذي ستفتح أبوابه قبل ساعات من موعد الإنطلاقة وهذا يعني أنها سوف تنتقل من مختلف أرجاء المدينة التي تبعد بكليومترات عديدة الشيء الذي يحتم توفير الأعداد الكافية من حافلات النقل العمومي قبل وبعد المقابلة حتى تتوفر للجماهير وسيلة نقل خاصة بعد الخروج لتفادي غضبها في غياب هذه الوسيلة والذي يتحول إلى شغب وتكسير بالأزقة الموجودة بمحيط المركب أو عبر الشوارع المؤدية لمركز المدينة حيث مواقع إنطلاق الحافلات.