.. لن نقول بأن اللقاء (109) لديربي الدارالبيضاء بين الغريمين التقليديين رجاء الشعب ووداد الأمة جديرا بالاهتمام بل حدثا أكثر من متميز يضفي على المدينة الشاسعة الأطراف حلة عرس رياضي كبير يتحدث عنه الكبير والصغير ويلقي بظلاله على سائر المنتديات ليقتحم المجالس والمقاهي والدور فلا كلام إلا عن المقابلة وبأية نتيجة ستنتهي، ناهيك عن المراهنات بين الأب الودادي والإبن الرجاوي أو العكس وكذلك الأصدقاء والإخوان المختلفي الانتماء لأحد اللوئين الأحمرأو الأخضر، على أن هناك من الساكنة الذي ليس هو بودادي أو رجاوي يفضل نتيجة التعادل لتفادي القلاقل وأحداث الشغب والاعتقالات التي تطال المتفرجين المتعصبين الذين لايقبلون بديلاً لفوز فريقهم المفضل. أياما قبل اللقاء ما يثير الإنتباه في مقابلة هذا الموسم والتي يستقبل فيها فريق الرجاء غريمه الودادي أن تذاكر الدخول التي طرحت نهاية الأسبوع الماضي بنقط البيع نفذت في ظرف ثلاثة أيام بشكل سريع لتقفل هذه النقط يوم الأربعاء أي قبل موعد المقابلة بأربعة أيام، وهو ما يؤكد أن هذه المواجهة ستجرى بشبابيك مغلقة وأن التذاكر حثما سوف تدخل السوق السوداء وهو ما ستعمل للحد منه السلطات الأمنية التي علمنا أنها خصصت فئة من رجالها للترصد كما هو الشأن بالنسبة إلى احتمال طرح تذاكر مزورة للتداول. استعدادات الخضراء خص فريق الرجاء الذي يستضيف غريمه الوداد لاعبي الفريق بمرحلتين اعداديتين لهذه المواجهة بالتركيز فيها على اللياقة البدنية التي عقب المدرب امحمد فاخر على ضعفها في تصريحاته السابقة وذلك بهدف ضمان الحضور القوي لفريقه الرجاء على رقعة الملعب والتحكم في أطوار اللعب على امتداد 90 دقيقة وعدم ترك الفرصة لغريمه أن يركب على هذا النقص البدني، اما الجانب التقني فهو وفير عند اللاعبين ويبقى الجانب التكتيكي فهذا ما يخفي مفاتيحه المدرب فاخر الذي يملك تجربة كبيرة على صعيد الديربيات التي شارك فيها كلاعب ثم مدرب، وهو ما يعتبر الورقة الخفية التي يمكن أن يفاجىء بها مدرب الوداد الايطالي كارزيطو. ولذلك تجنب فاخر الحديث عن النتيجة بقدر ما يراهن على العرض الجيد الذي يقود حتما للنتيجة الايجابية. الوداد جاهزة هذا ما يلوح به الوداديون وأن قوة وحساسية اللقاء لن تخيفهم، وأن الفريق الذي فضل الاستعداد بعيداً عن المدينة وضغوطات المحبين والجمهور قد ركز فيها على الجانب المعنوي بشكل خاص لمحو آثار الهزيمة الأخيرة بمركب محمد الخامس أمام النادي الافريقي (3/0) وصب الاهتمام على لقاء الديربي وتطلعات الجماهير الودادية إلى تحقيق نتيجة الفوز دفاعا على اللقب وتأكيد ان لكل مقابلة ظروفها ونتيجتها، وهذا ما جعل المدرب الودادي الذي يشارك في اللقاء لأول مرة يستعين بأشرطة اللقاءات السابقة للديربي بين الفريقين للوقوف على اجوائها ومستوى التنافس فيها لوضع خطة لعب ملائمة من خلال توظيف مواقع لاعبيه للتحكم في مجريات اللعب وعدم إتاحة الفرصة للغريم الرجاوي لفرض اسلوب لعبه على الوداديين بعيداً عن النتيجة الكل هنا بالبيضاء حيث موقع التنافس على أرضية مركب محمد الخامس أو حتى المتتبعين للقاء عبر الساعة والنقل الاذاعي يتمنى أن تسود الروح الرياضية بين الطرفين وتختفي مظاهر الشغب، وسعيا وراء إضفاء حلة رياضية صرفة على هذا الديربي الذي يصنف عالميا في الدرجة (9) بين أفضل الديربيات العالمية والأول عربيا وإفريقيا فقد جندت جمعيات محبي الفريقين نفسها من أجل توعية الجماهير لجعل الروح الرياضية فوق كل اعتبار وإعطاء هذا اللقاء صفة لقاء الإخوة الرياضيين لا الأعداء وإن كان التنافس بين جمعيات كل فريق قائما وبصفة سرية حول (التيفو) الخاص بكل جمهور والذي يتوقع أن يكون هذه المرة فريد ومتميز . نعم للمتعة في الديربي لا للشغب او الفوضى وغياب الروح الرياضية. قائدا الديربي المدرب امحمد فاخر: (الرجاء) مقابلات الديربي لها خصوصياتها التي تجعل منها مناسبة لإبراز مدى استعداد كل فريق على جميع المستويات البدنية والفنية والتكتيكية والتي يتحكم فيها بشكل كبير انضباط اللاعبين وقدرتهم على تسخير إمكاناتهم وحسن تطبيق النهج التكتيكي الملقن لهم، وثقتي كبيرة فيهم لتقديم عروض تليق بحماس وحب الجماهير الرجاوية . المدرب كارزيطو (الوداد) هذا اللقاء مهم وحساس بالنسبة لجماهير ومحبي الفريقين ولذلك لا يمكن التكهن بنتيجته لأن نوعية هذه المقابلات تتحكم فيها أكثر الأطوار التي تجرى على أرضية الملعب. لقد تهيأنا جيداً لهذه المقابلة على أمل الخروج منها بنتيجة ترضي الجماهير الودادية والتي نتمنى أن انطلاقة فعلية للفريق في البطولة وكون أن الثقة معنويا قد عادت للاعبين. فأكيد أن ظهورهم سيكون مجديا