بعد تظاهر عشرات الآلاف في ميدان التحرير احتجاجاً على الاشتباكات التي وقعت بين المسلمين و الأقباط في مصر أخيراً، فيما سمي بمليونية الوحدة الوطنية ، خاطب ممثل المجلس العسكري ، قائد المنطقة المركزية ، اللواء حسن الرويني ، المتظاهرين في الميدان، مؤكداً نجاح الثورة في تحقيق أهدافها. و حذر من الثورة المضادة، مشدداً على أن الجيش متنبه لما يحدث. و لم ينس الرويني محاولة انتزاع الدعم لجهاز الشرطة بعد أيام قليلة من انتشاره في الشارع. و رغم أن المظاهرات كان عنوانها الرئيسي »الوحدة الوطنية«، فإن هذا لم يمنع المحتشدين من تكرار مطالبهم السابقة، و في مقدمتها حل جهاز أمن الدولة ، و إجراء تعديلات دستورية شاملة، و محاكمة النظام السابق. و ألهب الرويني مشاعر المتظاهرين عندما رفع صوراً لشهداء الثورة أمام المتظاهرين . و كان لرجال الدين حضور لافت أيضاً، إذ اعتلى عدد من الشيوخ و القساوسة المنصة ليلقوا كلمات ركزت على »ترسيخ الوحدة الوطنية«، تخللتها هتافات المتظاهرين: »مسلم و مسيحي يد واحدة«. يأتي ذلك فيما كان آلاف الأقباط يواصلون اعتصامهم أمام مبنى الإذاعة و التلفزيون في منطقة ماسبيرو ، قبل أن ينضم إلى متظاهري ميدان التحرير وفد منهم. و وجه ممثلا الكنيسة الأرثوذكسية و الإنجيلية كلمات إلى المحتشدين في الميدان، أكدوا فيها على أن زملاءهم المجتمعين أمام مبنى التلفزيون »ليست لهم مطالب طائفية و إنما يريدون حقهم في المواطَنة«. و حمَّلا »أعضاء من الحزب الوطني و عناصر في جهاز أمن الدولة« مسؤولية الهجوم على الكنيسة في قرية صول، و أعلنوا تقديم أسماء المتورطين في الحادث إلى النيابة العامة. و شدد ممثل الكنيسة الإنجيلية ميخائيل جرجس على عدم وجود فتنة طائفية بين المسلمين و المسيحيين. و ظل يردد: «يحيا الهلال مع الصليب و مسلم مسيحي، يد واحدة ». وقال الأنبا "ثيودسيوس" للمعتصمين، إن الكنيسة لم تتهدم بكاملها، و إنما تم هدم الطابق الثالث، و إحداث أضرار فى الطابق الثاني . و أصدرت وزارة الأوقاف بياناً، أكدت فيه أن الرحم المصرية تربط أبناء الوطن جميعاً، و دعت الجميع إلى عدم الانصياع لدعاة الفتنة و التخريب. و أصدر الدكتور القس" أندريه زكي"، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، القائم بعمل رئيس الطائفة، بيانا أدان فيه الأحداث. و أشاد المجلس القومي لحقوق الإنسان بموقف المجلس الأعلى للقوات المسلحة في أحداث قرية "صول"، وأيد قرار إعادة بناء الكنيسة في مكانها الأصلي في فترة زمنية محددة، والالتزام بتأمين عودة المهجرين من القرية ،و طالب المجلس ، بسرعة، القبض على الجناة الذين ارتكبوا جرائم الحرق و الهدم و النهب والترويع لمعاقبتهم سريعاً ردعاً لغيرهم. و كان الآلاف من شباب الأقباط قد بدأوا اعتصاما مفتوحا أمام مبنى التلفزيون المصري منذ أكثر من أسبوع، عقب اندلاع أحداث "أطفيح" الأخيرة، و التي احترقت على إثرها كنيسة "الشهيدين" بقرية "صول".. فيما أمر النائب العام ، المستشار عبد المجيد محمود، بحبس 4 من كبار قيادات وزارة الداخلية 15 يوماً على ذمة التحقيق معهم بتهمة إعطاء الأوامر بقتل المتظاهرين العُزَّل و الاعتداء عليهم. و المتهمون الأربعة هم ، مساعدو وزير الداخلية السابقون، مدير الأمن العام اللواء "عدلي فايد"، و مدير قوات الأمن المركزي اللواء أحمد رمزي، و مدير أمن القاهرة اللواء إسماعيل الشاعر، و مدير جهاز مباحث أمن الدولة اللواء حسن عبد الرحمن . في غضون ذلك، عُلم أن رئيس الحكومة الجديدة ، الدكتور عصام شرف ، سيبدأ إجراء مشاورات حول حركة تغيير واسعة تطال المحافظين. و أن التغييرات ستشمل عدداً من المحافظات الرئيسة، في مقدمتها القاهرة، و الإسكندرية، و ،السويس، و القليوبية، و الإسماعيلية، و بني سويف، و حلوان .