انطلاقا من قناعتها بالمساهمة الأساسية للأوراش الكبرى في إنعاش الشغل وخلق ظروف إقلاع اقتصادي حقيقي، عملت الحكومة طبقا لالتزاماتها على إعطاء دفعة جديدة وغير مسبوقة لسياسة الأوراش الكبرى. وسيتم في هذا الإطار ضخ استثمارات عمومية قياسية تناهز 111 مليار درهم في مجموعة من المشاريع المهيكلة الكبرى التي من شأنها أن تغير ملامح البلاد خلال الخمس سنوات المقبلة. كما تم الحرص على توجيه قسط هام من هذه الاستثمارات مباشرة إلى المناطق النائية تماشيا مع سياسة فك العزلة وإدماج جميع جهات المملكة في دينامية التنمية التي تنهجها الحكومة. وهكذا يتواصل، في قطاع النقل، إنجاز البرنامج الوطني للطرق السيارة الذي حدد له هدف 1500 كلم في أفق 2010. وتعتزم الشركة الوطنية للطرق السيارة إنجاز 656 كلم فقط بالنسبة لمقاطع مراكش _ أكاديروفاس-وجدة، فيما توجد 553 كلم من الطرق السيارة طور الإنجاز حاليا. وطبقا لالتزامات الحكومة تم التوقيع في 2 يوليوز 2008 على عقد برنامج يتعلق بإنجاز 384 كلم إضافية من الطرق السيارة خلال الفترة 2008-2015 باستثمار إجمالي يناهز 15 مليار درهم. في نفس الوقت تعمل مديرية الطرق على إنجاز برنامج يهم 15.500 كلم من الطرق القروية قبل نهاية 2012 مما سيمكن من فك العزلة عن حوالي 80 في المائة من الساكنة القروية. نفس الدينامية يعرفها قطاع النقل السككي حيث ستفوق استثمارات المكتب الوطني للسكك الحديدية 17 مليار درهم في الفترة 2004-2009، إضافة إلى المشروع الضخم للقطار الفائق السرعة الذي ستخصص في إطاره ميزانية 20,5 مليار درهم للمقطع الرابط بين القنيطرة وطنجة. في مجال النقل الجوي، خصص المكتب الوطني للمطارات ميزانية 3,87 مليار درهم لتجديد وتوسيع عدد من المطارات بالمدن الكبرى ويباشر حاليا برنامجا يهم المطارات الجهوية بتمويل يصل إلى مليار درهم ستستفيد منه مدن الداخلة، كلميم، طان طان، وجدة، فاسوالرباط. وستمكن هذه البنيات التحتية من استشراف 36 مليون راكب في أفق 2012 عوض 23 مليون سنة 2007. فيما يخص الموانئ، ستعمل الوكالة الوطنية للموانئ باستثمار 970 مليون درهم إلى متم سنة 2010 مخصصة لبناء رصيفين جديدين بميناء الدارالبيضاء. ويتواصل في نفس الوقت ورش المركب المينائي لطنجة المتوسط، حيث تم الشروع بالعمل بالرصيف الأول للحاويات بينما ستنتهي الأشغال بالرصيف الثاني في متم سنة 2008 لتعطى الانطلاقة للأشغال بالأرصفة 3 و4 في إطار مشروع ميناء طنجة المتوسط II . وبفضل هذا المشروع، ستصل الطاقة الاستيعابية للمركب المينائي طنجة المتوسط إلى أكثر من 8 مليون حاوية مما يصنفه في خانة أهم المنشئات المينائية العالمية. وسيستثمر المكتب الوطني للماء الشروب من جهته 11 مليار درهم إلى غاية متم 2010 لتوسيع شبكة التوزيع والرفع من الطاقة الاستيعابية للمخزون. بالإضافة إلى ذلك يواصل المكتب إنجاز برنامج تعميم تزويد العالم القروي بالماء الشروب حيث من المنتظر أن يصل معدل التغطية إلى 92% خلال السنتين المقبلتين. ويصنف مشروع الترامواي الرابط بين الرباط وسلا والذي يتطلب إنجازه 3,6 مليار درهم ضمن المشاريع المهيكلة الكبرى، حيث سيمكن هذا المشروع، الذي تتواصل الأشغال به من تيسير النقل بين المدينتين وداخلهما.