كشفت دراسة حول «المرأة المغربية في مدريد، التمييز والمشاركة الاجتماعية» أنجزها بين ماي وأكتوبر 2010 الصحافي والسوسيولوجي المغربي محمد بوندي، وهو رئيس جمعية التضامن من أجل الاندماج الاجتماعي للمهاجر، وتم الإعلان من خلالها أن 83% من المهاجرين المغاربة مستقرين بشكل قانوني بمدريد وهم في الأصل من دول شمال إفريقيا ويقدرون ب 46% من مجموع المغاربة الموجودين في إسبانيا. و نصف هؤلاء هم من النساء بنسبة 45% وأعمارهن ما بين 30-39 سنة، وهذه المعطيات توضح نسبة اليد العاملة الشابة من النساء في إسبانيا. ومن ضمن هؤلاء النساء من يفضلن العيش من غير زواج ولا يرغبن في الارتباط ونسبتهن تقدر ب 58% وقد اخترن هذا الوضع من أجل فرص الشغل لمساعدة أسرهن المستقرة بالمغرب. وتشكل النساء العازبات الغالبية بنسبة 29% حسب هذا التحقيق، في مقابل 22% وهن المطلقات و7% الأرامل، وحسب النتائج المتوصل إليها من خلال هذا التقرير الذي موله البرلمان الجهوي والجماعة الحرة لمدريد والذي هم 445 ألف و 199 من السكان والصادر عن دار الطبع «ديوان». وقد تم إنجاز هذا البحث على أساس 240 مقابلة همت المغربيات بمدريد، وأوضح الارتفاع الكبير لنسبة البطالة وسط هؤلاء النساء وذلك بنسبة قاربت 59%، بحيث أكدت كل هذه النساء أنهن لا يمارسن أي نشاط اقتصادي حتى وقت إجراء هذا التحقيق، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالنسبة العامة للبطالة في إسبانيا على اعتبار أنها تقدر ب 20.8% في شتنبر 2010 حسب إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء «INE». إضافة إلى أن 55% من النساء المستجوبات صرحن بأنهن يشتغلن في مهن مختلفة و 14% يشتغلن في الحضانة و 13% يشتغلن كمساعدات لأشخاص طاعني في السن. والنساء الأخريات اللواتي كن موضوع التحقيق منهن 14% صرحن بأنهن يشتغلن في القطاع الثالث، كالفندقة وبعض الوظائف ذات الطابع الإداري، ولكن هناك أقلية محدودة تتجه للعمل في الفلاحة. والغالبية من هؤلاء النساء صرحن بأنهن يتعاملن بشكل طبيعي وعادي من طرف مشغليهن وحتى في الشارع. وصرحت 20،5% بأنهن يتعرضن للإهانة في إطار العمل وذكرن أن هناك 13 حالة من هذا النوع. و19 حالة اشتكين من العنصرية والتمييز بسبب أصلهن غير الاسباني و 10 حالة تعرضن للتحرش الجنسي. ورغم ذلك فإن النساء المغربيات في مدريد مقتنعات باستقرارهن وبهجرتهن، وصرح الثلث منهن بأنه لاشك لديهن في البقاء والاستقرار نهائيا في إسبانيا، في المقابل ربع هؤلاء يفكرن في العودة إلى المغرب البلد الأصل. وأوضحت الدراسة أن أغلب المغربيات لهن روابط وثيقة بأسرهن في المغرب، وفي نفس الوقت يعملن على الإندماج في دول الاستقبال عن طريق تعلم لغة الدول الحاضنة والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية. وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تهتم بإدماج المغربيات في المجتمع الاسباني.