شيع البحرينيون جثامين أربعة قتلى سقطوا بعد إصابتهم برصاص الشرطة التي اقتحمت دوار اللؤلؤة، فجر الخميس الماضي لتفريق آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا حوله، في الوقت الذي بررت فيه السلطات لجوء الشرطة لاستخدام القوة، مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وإصابة 230 آخرين، بالإضافة إلى فقدان ستين شخصا وفقا لتأكيدات قادة المعارضة البحرينية. و أعلن الجيش البحريني أنه نشر قواته في المنامة العاصمة للمحافظة على الأمن والنظام، وحذر من خطورة أي تجمعات جماهيرية، مهددا باتخاذ ما وصفه بإجراءات صارمة من أجل حفظ الأمن والنظام. وقال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوة دفاع البحرين، إن قواته ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لبسط الأمن، وناشد المواطنين عدم التجمهر في المناطق الحيوية وسط العاصمة، لما يسببه ذلك من عرقلة لحركة السير وتخويف المارة، وقال إن هذه الإجراءات تأتي لتأمين حرية المواطنين وممتلكاتهم من العنف. وقد بررت الحكومة البحرينية لجوء الشرطة لاستخدام القوة مع المتظاهرين في دوار اللؤلؤة، حيث أكد وزير الخارجية البحريني أن تحرك الشرطة كان ضروريا لمنع انزلاق البلاد إلى هاوية الطائفية. وأضاف الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة -في مؤتمر صحفي عقده وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي على هامش اجتماعهم الاستثنائي في المنامة- أن «شيعة البحرين ولاؤهم للبحرين. شيعة.. سنّة كلنا مسلمون، وإن اليوم هو أهم يوم نؤكد فيه على هذه اللحمة». وتمنى ألا يتم استباق نتائج لجنة التحقيق التي شكلت للتحقيق في الأحداث الأخيرة، وإعطاءها الفرصة للوصول إلى الحقيقة. في المقابل، أعلنت كتلة جمعية الوفاق الإسلامية المعارضة، أنها انسحبت من البرلمان البحريني، على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أيام. وجاءت هذه التطورات في وقت من المقرر أن يبحث فيه مجلس النواب دعوة الملك حمد بن عيسى، لاقتراح تشريعات للإصلاح السياسي، بينما ألغيت جلسة لمجلس الشورى. إزاء هذا الوضع، دعت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، السلطات البحرينية إلى ضبط النفس في تعاملها مع المظاهرات المناهضة للحكومة ومع الصحفيين الذين يقومون بتغطيتها. ووصفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) البحرين بأنها شريك مهم للولايات المتحدة ومقر للأسطول الخامس الأميركي، لكنها دعتها إلى ضبط النفس. ودعت ألمانيا على لسان وزير خارجيتها ، غيدو فيسترفيل، البحرين لتفادي استخدام العنف ضد المتظاهرين. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن التقارير الواردة من البحرين مثيرة للقلق. وأضاف أن العنف ضد المسيرات السلمية وضد الصحفيين يجب إيقافه في أي مكان في العالم.