تستعد مدينة الداخلة لاستقبال الدورة الخامسة لمهرجان «البحر والصحراء»، التي ستقام من 24 إلى 27 فبراير الجاري، تحت شعار «التعبئة المواطنة .. أساس الجهوية الموسعة»، وسيشهد هذا الحدث عروضا ثقافية وموسيقية ومسابقات رياضية لمجموعة وازنة من المشاركين المحليين والدوليين، وتنظم هذه التظاهرة من قبل جمعية مهرجان «البحر والصحراء بالداخلة»، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأكد سيدي أحمد حرمة الله أحد أعضاء اللجنة التنظيمية، في تصريح ل»العلم»، أن مهرجان «البحر والصحراء» ساهم بشكل كبير في التعريف بجهة وادي الذهب لكويرة على المستويين الوطني والدولي وخدم المنطقة سياحيا واقتصاديا بشكل كبير، مشيرا أنه خلال الأربع سنوات الأخيرة ارتفعت نسبة السياح الأجانب والزائرين المغاربة للجهة، وعرفت نسبة الاستثمارات ارتفاعا بدورها مقارنة مع الخمس السنوات الأولى من العقد الأخير. وأضاف حرمة الله أنه بناء على هذه المقاربة الإيجابية التي تجعل من المهرجان خطوة عملية للنهوض بالمنطقة والترويج لها، سهر منظمو هذه التظاهرة الرياضية-الثقافية إلى تطوير فعاليات المهرجان وتنويع أنشطتها الرياضية وتوسيع دائرة المشاركين الدوليين بما يخدم حاجة المنطقة ويتماشى مع ثقافتها و معطياتها الطبيعية، مشيرا بذلك إلى الرياضات المائية وسباق الهجن، الذي حقق فيه المغرب خلال الدورة السابقة أرقاما جد مهمة تقارب كثيرا ما تحرزه سباقات دبي، وقال» تعرف الدورات كل مرة مستويات جديدة نحو الأفضل، وهناك تركيز كبير من طرف المنظمين على تطوير الرياضات المائية وسباق الهجن الذي يشكل سابقة تميز المنطقة والمغرب ككل ..». ومن المقرر أن يتم خلال هذه الدورة، تكريم الفنان المقتدر عبد الوهاب الدكالي، وكان قد تم تكريم الفنان الكبير عبد الهادي بلخياط خلال الدورة السابقة، وهو الأمر الذي قال عنه سيدي أحمد حرمة الله ، أنه من بين الأهداف الرئيسة للمهرجان هي الاحتفاء بالفنانين المغاربة تقديرا لعطائهم، وأضاف أن المهرجان يتيح لجمهوره اكتشاف الثقافة والصناعة التقليدية وتقاليد المجتمع الصحراوي و موروثه الحساني، وذلك من خلال عروض ثقافية ورياضية تميز هذا الموروث الثقافي الذي يضفي إلى فسيفساء التراث المغربي العريق، نفحة حياة الرحل والعلاقة المتميزة للرجل الصحراوي بالإبل والبراري والزجل الحساني وكؤوس الشاي. وسيتم خلال الأيام الأولى من المهرجان تنظيم مسابقات ركوب الأمواج بمشاركة أبطال عالميين في رياضة «الويند سورف» و»الكايت سورف»، لاسيما كيفين بريتشانو، وغواداغنينو ديوني، وبين كينير، وسروكا برونو، الذين سيتحفون جمهور الداخلة بعروض رائعة لمختلف رياضات التزحلق على الماء. وحسب ما جرت به العادة دائما خلال الدورات السابقة، و سيستفيد جمهور الداخلة خاصة شباب الجهة بهذه المناسبة، من ورشات خاصة لتعلم تقنيات التزحلق على الماء، تحت إشراف المختصين في هذا الصنف الرياضي. ويتضمن الشق الثقافي من برنامج هذه السنة أنشطة غنية ومتنوعة، تشمل، على الخصوص، لقاءات للتبادل بين «نساء من هنا وهناك» و»مقام الفنانين»، التي ستجمع مغنيين وموسيقيين مغاربة وأجانب، من قبيل الفنان محمد رويشة، وألفا بلوندي، وجوني كليج، وإيفان بولوك آش، وملحم زين، وشيخ ولد لابياو، ومزكان، وهاوسة، ويونس، وعبد العزيز الستاتي. والجدير بالذكر أن هذا المهرجان أضحى موعدا هاما يجعل الداخلة تسقبل كل سنة مئات الزوار الأجانب والمغاربة على السواء، توافد هام بات يتطلب تعبئة كبيرة على المستوى التنظيمي و تهيئة البنية فندقية للمدينة، وذلك بإسراع في إنجاز المشاريع السياحية المبرمجة لرفع قدرة الطاقة الايوائية للفنادق من 500 إلى 5000 سرير. وكان والي جهة وادي الذهب-الكويرة، السيد حميد شبار، قد ترأس قبل أيام بمقر الولاية، اجتماعين على التوالي مع رؤساء وأعضاء مختلف المجالس المنتخبة بالجهة ومسؤولي لجان المتابعة، من أجل الإطلاع على مستوى تقدم التحضيرات، وكذا الجهود والوسائل اللوجستيكية المخولة لإنجاح هذه التظاهرة ذات الإشعاع الدولي.