كانت قناة «الجزيرة» القطرية رؤوفة بالنظام الجزائري أثناء تغطيتها لمسيرة 12 فبراير بالجزائر، وتجلى ذلك من خلال عدة مؤشرات واضحة جدا، ذلك أنها أحجمت عن التغطية المستمرة للتظاهرة واقتصرت على بعض «الرشات» التي تبرعت بها في نشرات الأخبار، ولم تقم بما قامت به في تغطية ثورتي تونس ومصر من متابعة مستمرة ومباشرة وتخصيص كل البث للأحداث ، وكان لافتا أن يردد الصحفي في كل مرة بأن القناة ممنوعة في الجزائر، وكأنها لم تكن ممنوعة في تونس ولم يطلب منها الرحيل من مصر، ورغم ذلك قامت بدور تحريضي متميز جدا بالنسبة لثورتي تونس ومصر. وكان فاضحا جدا أن ينبري أحد الصحفيين العاملين في القناة بالدوحة أثناء تقديمه لتقرير إخباري في النشرة المغاربية لمساء يوم السبت 12 فبراير للدفاع عن حكام الجزائر حينما أكد أن حالة الجزائر تختلف عن تونس ومصر، وأمتع المشاهدين بالمنجزات التي حققها حكام الجزائر من قبيل إلغاء الديون الخارجية للجزائر. لم تبد قناة الجزيرة بالنسبة للحالة الجزائرية نفس الحماس والاندفاع، لم تستدع خبراء للإقامة في فنادق من خمس نجوم لمتابعة الأحداث بالتعاليق، لم تنقل التصريحات والصور عبر الانترنت، وهذا راجع بكل تأكيد لقرار سياسي، فجبهة الممانعة التي ينتمي إليها ممولو الجزيرة تقتضي استهداف أنظمة عربية دون أخرى، وللجزائر مكانة خاصة في هذا الصدد. لايهم أن نكون مساندين أو معارضين لما يحدث في الجزائر وفي أقطار عربية أخرى، ولكن يهم الآن أن نعري بعض الوجوه القبيحة والمنافقة والكذابة التي تتاجر بغضب الجماهير وبثورات الشعوب العربية.