إذ نعيش هذه الأيام أجواء ذكرى المولد النبوي الشريف يحسن بنا أن نستحضر آخر وصايا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم التي أوصى بها أمته حتى نراجع أنفسنا هل نحن ممتثلون لهذه الوصايا ، قائمون بحقوقها ، أم لا ؟ فقد كان من آخر ما حض عليه صلى الله عليه وسلم وأوصى به الصلاة وما ملكت الأيمان ، أي المحافظة على الصلة بالخالق سبحانه من جهة ، والإحسان إلى خلقه من جهة أخرى . وفي خطبة الوداع التي خطبها صلى الله عليه وسلم في موقف عرفة من الوصايا التي كانت من آخر ما عهد به صلى الله عليه وسلم إلى أمته الوصية بحفظ دماء المسلمين وأموالهم إذ لها حرمة كحرمة الشهرالحرام والبلد الحرام ... وترك كل شئ من أمر الجاهلية ونبذه ، والتخلي عن المعاملات الربوية التي عمت مصيبتها اليوم وطمت ، ثم تحذيره صلى الله عليه وسلم من الشيطان الذي وإن لم ينل من المسلم أن يوقعه في الشرك أو عبادة ما سوى الله تعالى فإنه يرضى منه بمحقرات الأعمال ، فوجب الحذرمن الذنوب الصغيرة مثل الحذر من الذنوب الكبيرة ، إذ الإصرارعلى الصغائر خطير . كما نهى صلى الله عليه وسلم عن النسيئ الذي كانت العرب في الجاهلية يحلون به ما حرم الله ويحرمون ما أحل من الشهور . وفي هذه الوصايا الختامية احتلت المرأة مكانتها السامية التي حفظها لها الإسلام حيث أوصى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيرا فقال » اتقوا الله في النساء « ، ومعنى هذا إعطاؤهن حقوقهن الواجبة ، مثلما عليهن القيام بواجباتهن الكاملة . وأكد النبي صلى الله عليه وسلم على أن الا عتصام بكتاب الله تعالى وسنة رسوله هو ضمانة النجاة من الضلال . وهذه أجمع الوصايا في خطبة الوداع . وأوصى صلى الله عليه وسلم بالأرقاء خيرا ، ودعا إلى الرفق بهم ، وهذه أولى الخطوات في تاريخ العالم على طريق تحريرالعبيد . كما ذ كر صلى الله عليه وسلم بالأخوة بين المسلمين فلا يحل لبعضهم ظلم البعض الآخر، ولا أن يقتل بعضهم بعضا » فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض« . أين المسلمون اليوم من هذه الوصايا النبوية التي اختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعلها خواتم الوصايا بحكمته ونور نبوته ؟ إننا ونحن نعيش أجواء ذكرى المولد النبوي يجب أن نستحضر هذه الوصايا الغالية التي فيها سر سؤدد المسلمين وعزهم ونصرهم وهناؤهم . كما يجب أن نستحضر باقي السنن والحكم والوصايا والأمثال والخطب والأحاديث النبوية . من أجل التفقه فيها أولا ، ثم العمل بها ثانيا والعمل والعمل ... ليعلمنا الله تعالى ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما. و أفضل الصلاة وأزكى السلام على معلم الإنسانية ومربي البشرية دائما أبدا .