كتاب «تارودانت عطاء حضاري متجدد» الصادر ضمن منشورات منتدى الأدب لمبدعي الجنوب، والذي جمعه وأعده مولاي الحسن الحسيني، وثيقة جامعة لليومين العلميين والفنيين اللذين نظمهما المنتدى بتارودانت، تكريما لعميد الأدب والثقافة المغربية، الدكتور عباس الجراري تحت شعار «تارودانت عطاء حضاري متجدد» يومي السبت/ الأحد 18/19 يوليوز 2009، تقديراً لجهوده المخلصة في التراث المغربي العربي منه والأمازيغي على مدى نصف قرن من الزمن، راكم فيها من الإبداع العلمي والفكري والفني والحضاري ما أصبح اليوم من المراجع المعتمدة في البحث الميداني والأكاديمي للباحثين من الأجيال المعاصرة في كل مكوّنات التراث الوطني، سواء في رحاب الجامعة المغربية، أو في المنتديات الوطنية والإقليمية والدولية... وتقديراً لجهود هذا الرجل المنارة، وهذه الشخصية الفذة، والرمز المثقف الجامع الأصيل، تم تكريمه في رحاب حاضرة تارودانت، التي كان لها بالدكتور عباس الجراري ووالده وب «النادي الجراري» صلات تجديدا لذلك العهد، وإحياء لتلك الأواصر، وما بالعهد من قدم والذكريات ماتزال ماثلة تردد تلك المآثر، وتبعث الاعتزاز في النفوس وفاخر المشاعر كما جاء في تقديم هذا الكتاب. وفي الحقيقة فإن تكريم الدكتور الجراري بحاضرة سوس، تكريم لسوس عامة، ولحاضرته تارودانت خاصة، التي استوعبت عبر عصور التاريخ قرارات مختلف الأمواج والتيارات العلمية والحضارية والتاريخية، والأدبية والثقافية والفنية في هذه الجهة من الوطن، وهو تكريم لأصالة الإبداع المغربي في هذه الحاضرة: أرض الأصالة والإبداع، ومناسبة لإبراز الجوانب المشرقة في عطائها العلمي وأعلامها، والحركة الأدبية وإشعاعها، والحياة الدينية وصلحائها، وغير ذلك مما يقف عليه القارئ بين صفحات هذا الكتاب الذي نقرأ على ظهر غلافه هذه العبارات للدكتور عباس الجراري: «.... إذن تارودانت حرية بأن تقود النهضة، وحريّة بأن تبعث أمجادها، وهي أمجاد كبيرة، وأمجاد ضخمة، سواء على الصعيد الفكري أو الأدبي أو السياسي بطبيعة الحال والاقتصادي والتجاري كذلك. إذن، هي حريّة بأن تشهد هذا الانبعاث وهذا الإحياء. والحمد لله، النبغاء كثيرون، وأبناؤها الذين تخرجوا في مختلف الكليات وتخرجوا في مختلف التخصصات، هم مفخرة وهم ضمان لهذه النهضة التي لا تستفيد منها تارودانت فحسب، ولن يستفيد منها إقليم سوس فقط، ولكن سيستفيد منها المغرب كله....» يقع هذا الكتاب في 348 صفحة من القطع الكبير.