تناقلت بعض وسائل الإعلام الإسبانية أخبارا لا أساس لها من الصحة ادعت فيها أن المغرب حرك وحدات من قواته المسلحة المرابطة في الأقاليم الجنوبية في اتجاه مدينتي الرباط والدار البيضاء تحسبا حسب زعم تلك الوسائل لاضطرابات محتملة. وليست هذه هي المرة الأولى التي تلجأ فيها بعض وسائل الإعلام الإسبانية إلى اختلاق أحداث لا أساس لها من الصحة في حق المغرب بنية ليست سليمة وبأسلوب بعيد عن أخلاقيات مهنة الصحافة. واعتبارا لهذا الأمر فإن الأوساط الرسمية في المغرب وعلى رأسها الحكومة والتي تصدت دائما لمثل هذه الافتراءات التي تمس المغرب لم تقف مكتوفة الأيدي. وقد أكد خالد الناصري وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة ان الحكومة المغربية تلقت باستياء شديد، الأنباء الزائفة التي رددتها التلفزة الإسبانية العمومية، ولاسيما قناة «كنال 24» العمومية، ومعها منابر أخرى، بشأن مزاعم لا أساس لها من الصحة، تتعلق بإقدام المغرب على تحريك وحدات من القوات المسلحة الملكية المرابطة بالأقاليم الصحراوية المسترجعة، بغاية الإنتشار بضواحي مدينتي الرباط والدار البيضاء، تحسبا لأي اضطرابات مزعومة. إن الحكومة المغربية، إذ تكذب تكذيبا قاطعا ما روجته تلك المنابر العمومية، تعتبر أن هذا السلوك اللامهني، والذي لا يمت بصلة إلى قواعد وأصول الممارسة الصحفية السليمة، إنما هو امتداد طبيعي للنهج الذي درجت عليه بعض وسائل الإعلام الإسبانية، عند تغطيتها لقضايا المغرب، والتي كانت قد بلغت درجة قصوى من التحامل والعدوانية وتشويه الحقائق، عند متابعتها لموضوع مخيم «اكديم إزيك» بمدينة العيون، وما واكب عملية تفكيكه من افتراءات وأكاذيب ، تبين للعالم أجمع، مدى تورط جزء من الإعلام الإسباني في ترويجها، وهو الأمر الذي كان موضع استنكار وتنديد واسعين من لدن المنظمات والهيئات الحقوقية والإعلامية الوطنية والأجنبية. وقد كنا نتوقع من هذا الإعلام أن يستخلص العبرة من ذلك، خاصة وأن البرلمان المغربي، كان قد أوصى في هذا الشأن، بإعادة تقييم العلاقات بين البلدين. ومن أجل إبلاغ الحكومة الإسبانية استياء المغرب من هذه التصرفات اللامسؤولة، قام السيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، باستدعاء السيد سفير المملكة الإسبانية بالرباط، وكذا الاتصال بنظيرته الاسبانية. كما أجرى السيد وزير الداخلية اتصالا بنظيره الإسباني، قصد إثارة انتباه السلطات الإسبانية، إلى خطورة التمادي في هذه الانحرافات الإعلامية المتكررة.