فاز الفيلم الوثائقي ( أشلاء ) لمخرجه حكيم بلعباس بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني بطنجة في دورته الثانية عشرة والذي امتد من 21يانير 2011 إلى غاية 29 منه.والفيلم يحتفي بعائلة المخرج والمقربين منه بقريته عن طريق الكاميرا، موغلا في الحديث عنهم وعن حياتهم البسيطة والمركبة في نفس الوقت ، مقتربا من معاناتهم الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية ، إنها صور جمعت لمدة تتجاوز ثلاثة و عشرين سنة مضت ، تروي لحظات شخصية أثرت وتؤثر في اختيارات إنسان عاشق للصورة والناس. فيما حصل فيلم (النهاية ) لمخرجه هشام العسري على جائزة التحكيم ، أما جائزة العمل الأول فقد حصل عليها الفيلم الذي أثار ضجة بالمهرجان المعنون ب ( ...فيلم ) ، وقد حصل فيلم (ماجد ) لمخرجه نسيم عباسي على أحسن سيناريو وأيضا على تنويه خاص لبطليه الطفلين ، ماجد وبائع السجائر ، أما جائزة أول دور نسائي فكانت للممثلة الرائعة مريم الراوي عن دورها في فيلم أيام الوهم ، وعادت جائزة أحسن دور رجالي للمثل عمر لطفي عن دوره في فيلم جناح الهوى لمخرجه عبد الحي العراقي، بينما عاد أحسن دور ثانوي نسائي ورجالي على التوالي لكل من نفيسة بنشهيدة في فيلم (أكادير بومباي) و فهد بنشمسي في دور له بفيلم ( ... فيلم )، بينما حصل محمد سلام على جائزة أحسن تصوير في فيلم أيام الوهم وجائزة الصوت لفوزي ثابت في فيلم الوتر الخامس، كما حصل هذا الفيلم أيضا على تنويه خاص من لجنة التحكيم ، وجائزة المونطاج والموسيقى الأصلية لفيلم أرضي لمخرجه نبيل عيوش . و قد أكد رئيس لجنة التحكيم المغربي أحمد الغزالي في كلمته أن المهرجان عرف الجديد بإدماجه لأشرطة وثائقية و عدد وافرمن الأفلام في هذه السنة وخاصة الأفلام الامازيغية ، كما سجل حضور المخرجات والمخرجين الشباب الواعدين ، و نوه بالجمهور العاشق للسينما بمدينة طنجة . أما الجائزة الكبرى للفيلم القصير فقد عادت لفيلم ( حياة قصيرة ) لمخرجه عادل الفاضلي ، ويحكي عن طفل ( زهر)الذي ولد تحت طالع النقمة والمحن ، حيث توفيت والدته أثناء ولادته ، مما جعل وفاتها مصدر العديد من الكوارث التي ستلحقه طوال حياته ، أما جائزة السيناريو فقد عادت لفيلم ( المنحوتة ) لمخرجه يونس الركاب وجائزة لجنة التحكيم لفيلم القرقوبي لمخرجه قيس زينون ، كما حصل شريط (باسم والدي ) لمخرجه عبد الاله زيراط على تنويه خاص من لجنة التحكيم . أما جائزة النقاد والتي أطلق عليها هذه السنة جائزة الراحل نور الدين كشطي ، حيث اعتبرته الجمعية المغربية عاشقا ومتيما بالسينما ، ذاب حد التصوف في زهدها ، سمته الحب والوفاء ، فقد عادت لفيلم (أشلاء) لمخرجه حكيم بلعباس وآل تنويه خاص لفيلم النهاية لمخرجه هشام العسري ، أما جائزة الفيلم القصير فقد منحت أيضا لفيلم (حياة قصيرة) لمخرجه عادل الفاضلي ، و أشادت اللجنة المكونة من أحمد فرتات رئيسا وعضوية كل من عز الدين الوافي و بوبكر الحيحي وسعيد المزواري و عبد الجليل لبويري ، بارتفاع وتيرة الانتاج السنوي وتستقبل بآمال عريضة تجديد نخب المبدعين بانخراط شباب واعد يعتبر لا محالة ضمان الاستمرارية و رهان التجديد والتحديث في الابداع السينمائي المغربي ، كما سجلت في الآن ذاته رؤى إبداعية إن على مستوى طروحاتها أو على مستوى التعبير عن تلك الطروحات ، وهو مؤشر لا يوازي رغبتهم وطموحهم في إيجاد سينما خالصة تحترم كيانها وكيان متلقيها ، آملين في التفكير لإيجاد حلول تتوازن بين الكم والكيف دون التفريط في أحدهما على حساب الآخر.