ستختتم مساء يومه السبت أنشطة الدورة الثانية عشرة للمهرجان الوطني للفيلم حيث سيتم بعد الزوال عقد ندوة صحفية حول الحصيلة السينمائية لسنة 2010 قبيل الإعلان عن النتائج التي توصلت إليها لجنة النقد، بينما سيتم الإعلان عن نتائج لجنتي الأفلام الطويلة و القصيرة، في حفل الاختتام التي ستحتضنه القاعة السينمائية "روكسي". الأفلام التي عرضت في هذه الدورة إلى حدود مساء الخميس (16 فيلما طويلا من مجموع 19 فيلما مبرمجا في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة)، مكنت من استخلاص بعض الملاحظات حول هذه الأفلام و مخرجيها و مشاهديها. كانت هذه الأفلام مختلفة من ناحية أنواعها و مواضيعها ومستوياتها التقنية و الفنية، من بينها أفلام اجتماعية و تاريخية و فنية هزلية و مأساوية بالدارجة المغربية أو بالأمازيغية، بالألوان أو بالأبيض و الأسود، من بينها ما هو وثائقي أو روائي ، و منها ما هو مصنف في إطار الأفلام التجارية و منها ما يصنفه أصحابها ضمن أفلام "السينيفيليا"، و منها ما هو مصنف بينها. أغلب هذه الأفلام لا تعتمد على الصورة في الحكي بل تعتمد كثيرا على الكلام، أي أنها في مجملها عبارة عن كلام مصور و صور لا تتكلم، و هو كلام خادش للحياء إلى حدود الوقاحة المجانية مثل ما لوحظ في فيلمي "فيلم" لمحمد أشاور و "النهاية" لهشام العسري، هذا الكلام الذي فاقت وقاحته ما سمعناه في فيلم "كازا نيكرا" ، هذا الكلام النابي المتعلق بالجنس و الأعضاء التناسلية الذي لا يضيف للفيلم شيئا سوى التقزز و الاشمئزاز و الإحراج، كلام لا يستحمل سماعه حتى في الشارع، فتم نقله إلى الشاشة الكبرى بدعوى عدم النفاق و الجرأة و التحدي و ربما بهدف خلق ضجة أخرى. كل هذا يوضح أن لكل مخرج سينماه حسب مزاجه، له كامل الحرية في إنجاز الفيلم الذي يروقه و لو كان لا يروق الآخرين، البعض من المخرجين يختار لنفسه أسلوبا يميل إلى ميولات النقاد، البعض الآخر لا يهمه النقاد بل يهمه الجمهور، و البعض الآخر يحاول تحقيق المعادلة الصعبة في التوفيق بين ما يروق النقاد و ما يروق الجمهور، و هو أمر غالبا ما يجعل الآراء تختلف حول هذه الأفلام. البعض من النقاد و المهتمين بالميدان السينمائي ببلادنا يكون لهم موقف مسبق من الأفلام التجارية و لا يشاهدونها إطلاقا، و البعض الآخر له موقف من بعض المخرجين و يحكم على أعمالهم انطلاقا من هذا الموقف الذي قد يكون إيجابيا أو سلبيا، و البعض المتبقي يشاهد كل الأفلام على اختلاف أنواعها ليكون عنها فكرة شاملة. يلاحظ أن بعضا من المخرجين توفقوا في أفلامهم القصيرة و لكن أغلبهم لم ينجح في الأفلام الطويلة، كما يلاحظ أن البعض منهم يبهرونك و يقنعونك بالكلام عن السينما، و لكن أفلامهم لا تبهر و لا تقنع. مخرجون آخرون متواضعون بطبعهم لا يدعون العبقرية و لا يطمعون في الفوز بالجوائز، ولكنهم أنجزوا أفلاما "شعبية" منعشة للقاعات السينمائية، و حركت عواطف الجمهور ، أضحكته و أبكته و دفعته إلى التصفيق أثناء العرض رغم بساطة مواضيعها و طريقة تناولها مثل أفلام "الخطاف" لسعيد الناصري و "سوينكوم" لعبد الله فركوس و "ماجد" لنسيم عباسي، و هي أفلام ذات قصص مسلية محبوكة مطعمة بتوابل الإثارة و الكوميديا و التراجيديا على مستوى الأحداث و الحوار و التشخيص. هذا التنوع من الأفلام السينمائية الشعبية وغير الشعبية في بلادنا ضروري و يوجد في أغلب البلدان التي تتمتع بالحرية، و هو تنوع يستجيب لمختلف الأذواق مثل ما هو حاصل في مختلف أنواع الفنون.عرضت في هذه الدورة بعض الأفلام المتواضعة غير المقنعة بشكلها و مضمونها، و أفلام عادية لا بأس بها و أخرى أكثر تميزا، بعض الشيء، عن غيرها بمواضيعها و طريقة تناولها. الأغلبية الساحقة لهذه الأفلام استفادت من أموال صندوق الدعم قبل أو بعد الإنتاج، و استفاد البعض منها أيضا من دعم التلفزيون و مؤسسات أخرى ، و لوحظ فيها تفاوت من ناحية الإنتاج، إذ تبين أثناء مشاهدتها أن البعض منها تطلب مصاريف كبيرة لإنجازها، و تطلب البعض الآخر مصاريف أقل أو قليلة جدا.