آخذت غرفة الجنايات باستئنافية الرباط بملحقة سلا المتهم مصطفى بخمس سنوات حبسا نافذا من أجل تهمة هتك عرض قاصرة بالعنف نتج عنه افتضاض، والتغرير بها، وفقا للفصول 471، و 485، و 488 من القانون الجنائي. وكان أب القاصرة (17 سنة) قد تقدم بشكاية إلى مصالح الأمن بالرباط إثر تعرضها للاختطاف والاحتجاز والاغتصاب من طرف المتهم، المستخدم بالانعاش الوطني، والمزداد سنة 1983. وأوضحت الضحية خلال الاستماع إليها تمهيديا بحضور والي أمرها أن الظنين أرغمها تحت التهديد على الذهاب معه على متن دراجته النارية إلى مدينة تمارة حوالي الساعة الثامنة ليلا من يوم الحادث، ومارس عليها الجنس وافتض بكارتها بأحد المحلات المعدة للانترنيت وأثناء اصطحابها معه ليلا إلى شاطئ الرباط. وأقر المتهم، العازب، أمام الشرطة القضائية بممارسته الجنس على المشتكية بالعنف، إلا أنه تراجع عن ذلك عند مثوله أمام قاضي التحقيق، حيث أكد أثناء استنطاقه ابتدائيا أنه مارس الجنس مع الضحية عن طيب خاطرها، وأنكر المنسوب إليه لدى الاستماع إليه تفصيليا. وبعد أن التمس ممثل النيابة العامة إدانة الظنين تبعا لفصول المتابعة تدخل الدفاع ، المعين في إطار المساعدة القضائية، وأكد بأن الشهادة الطبية لم تشر بتاتا إلى افتضاض بكارة القاصر ولا إلى خطورة الفعل، مما يُفيد أنها مجرد شهادة مجاملة، مطالبا لمؤازرة إثر استعراض وقائع النازلة أساسا الحكم بالبراءة، واحتياطيا تمتيعه بأقصى ظروف التخفيف. واعتمدت هيئة الحكم في إدانة المتهم على الحيثيات التالية: «... وحيث إن اعتراف المتهم بممارسة الجنس على المشتكية أمام الشرطة ولدى استنطاقه ابتدائيا أمام قاضي التحقيق كاف لإدانته من أجل هتك عرض قاصرة والتغرير بها، فإن عنصر العنف وافتضاض البكارة يمكن استخلاصه من وقائع النازلة، باعتبار أن الشهادة الطبية لم تكن واضحة فعلا، والأكثر من ذلك أن المشتكية عادت لتصرح تمهيديا بأنها مازالت عذراء وهذا خلاف، ذلك أن المتهم سبق له أن اصطحب المشتكيةإلى شاطئ الرباط ليلا ومارس معها الجنس ولم يذكر المتهم أبدا أن ذلك كان بطريقة سطحية، وهذا ما أكدته المشتكية نفسها التي صرحت أنها في المرة الأولى أحست بألم وفي المرة الثانية، أي عند ممارسة الجنس بمحل الانترنيت، لم تشعر بأي ألم، مما أثبت معه أنها ليست عذراء. وحيث إنه لا يمكن بداهة لقاصر لايتجاوز عمرها 17 سنة وقت وقوع الاعتداء أن تصاحب المتهم وهو معروف بانحرافه وقُدًّم إلى العدالة أكثر من مرة، إذ تصاحبه إلى شاطئ البحر ليلا لو لم يكن ذلك عن طريق القوة والقهر، مما تَولَّد معه الاقتناع لهذه الغرفة بارتكاب ما نسب إليه، ويتعين معه إدانته من أجل ما ذكر».