«... تصرح غرفة الجنايات بمؤآخذة المتهم (ع.ل) بثلاث سنوات حبسا نافذا من أجل إضرام النار في شيء مملوك له والذي سبب ضرراً لغيره والسرقة الموصوفة وتناول مادة مخدرة والفساد، بعد تمتيعه بظروف التخفيف نظرا لظروفه الاجتماعية». كان هذا منطوق حكم غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالرباط في ملف توبع فيه المتهم، المزداد سنة 1982، بناء على شكاية لعائلة اكتشفت بعد استيقاظها ذات صباح سرقة جهاز تلفاز من حجم 14 وهاتف نقال، حيث إنه عند مواجهتهم للمتهم إثر العثور على المسروق هددهم باستعمال سكين من الحجم الكبير وحاول الفرار رفقة فتاة كانت معه داخل محله لممارسة الجنس. وأشار المشتكون إلى أن المعني بالأمر قام بإضرام النار في محله بعد إقفاله الباب عليه ومحاولته التسلل من سقفه. وأقر المتهم بالمنسوب إليه عند الاستماع إليه من قبل الشرطة القضائية، إلا أنه تراجع أمام الوكيل العام باستئنافية الرباط واعترف فقط بالفساد واستهلاك مادة المخدرات. كما قضت نفس المحكمة بعقوبة ثلاث سنوات حبسا في مواجهة المتهم (م.ل) من أجل محاولة هتك قاصر وحيازة أسلحة بدون مُبرر مشروع والسكر وتبرئته من جنايتي الاختطاف والاحتجاز لعدم توفر العناصر التكوينية لهما. وكانت قاصرة قد تقدمت بشكاية لأمن الرباط بشأن اختطافها واحتجازها ومحاولة هتك عرضها بالعنف، إذ إنه في يوم الحادث حينما كانت متوجهة حوالي الساعة الحادية عشر لإيصال لأحد الجيران بحي المحيط بالرباط اعترض سبيلها المتهم، المزداد سنة 1974 (متزوج وأب لابنين) واقتادها تحت التهديد - بحلاقة شفرة إلى غرفة بسطح أحد المنازل وأمرها بشرب الخمر والتدخين معه إلا أنه أثناء ذلك دخلت إحدى الجارات وطالبته بإطلاق سراحها لكنه تجاهلها وبقي يحتجزها إلى غاية الساعة الرابعة صباحا... وأوضحت المشتكية أنه عندما شاع خبر احتجازها بفضل تدخل الجارة اطلق المتهم سراحها عندما أحس بقدوم رجال الأمن، الذين عمد هذا الأخير إلى تهديدهم بواسطة سكين وهو في حالة سكر. وضبطت بحوزة المتهم شفرة حلاقة، وهو من ذوي السوابق القضائية، وأنكر المنسوب إليه أمام قاضي التحقيق، باستناء السكر. واعتبرت هيئة الحكم أن انكار المتهم «تُفنّده الظروف والقرائن المحيطة بالنازلة وتصريحات الشهود الذين أكدوا أن الظنين استدرج الضحية إلى سطح المنزل تحت تهديد السلاح وأدخالها إلى الغرفة الخاصة به».