أعطى جلالة الملك محمد السادس ، يوم الاثنين بميناء أكادير، انطلاقة برنامج استخدام مليوني صندوق بلاستيكي، تتوفر فيها المعايير الدولية، في عمليات تفريغ الأسماك بالموانئ المغربية، والذي رصد له غلاف إجمالي قيمته 163 مليون درهم. وبهذه المناسبة، قدمت شروحات لجلالة الملك حول هذا البرنامج الذي سيمكن مهنيي قطاع الصيد البحري من استعمال صناديق بلاستيكية مطابقة لمعايير حفظ الصحة والسلامة. ويندرج هذا البرنامج في إطار تفعيل الاستراتيجية الوطنية الجديدة لتطوير قطاع الصيد البحري المعروفة ب «مخطط آليوتيس» ، الذي تم إعداده طبقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك، بهدف تأهيل مختلف مكونات هذا القطاع. كما سيكون لهذا البرنامج ، الذي يروم تحسين تنافسية وأداء القطاع ، وضمان جودة المنتوجات وحماية المستهلك، أثره على مستوى هيكلة الخدمات وتثمين المنتوجات البحرية، حيث سيتم توفير مليوني حاوية ذات معايير دولية بالأسواق. كما اطلع جلالة الملك بالمناسبة ذاتها، على مشروع إحداث نظام للتموقع والمراقبة المستمرة لسفن الصيد عبر الأقمار الاصطناعية، والذي خصص له غلاف إجمالي يصل إلى 82 مليون درهم. ويتضمن الشطر الأول من هذا المشروع، الذي يتطلب استثمارا ماليا قدره 28 مليون درهم، تجهيز أربعة مراكز للمراقبة، واقتناء 15 وحدة للخفر، وكذا اقتناء المعدات الضرورية لتجهيز 400 سفينة صيد، وذلك بهدف حماية الموارد البحرية والنظام البيئي البحري، وتعزيز سلامة الصيادين، وخاصة تحسين طرق التدخل عند عمليات الإنقاذ والمراقبة. كما سيمكن هذا النظام من مراقبة السفن الأجنبية التي تمارس نشاطها في إطار اتفاقيات الصيد البحري، فضلا عن تتبع السفن ومراقبتها بشكل مستمر. ويستهدف المشروع ، في شطره الثاني ، تجهيز أسطولي الصيد الساحلي والصيد بأعالي البحار (1500 سفينة)، وهو المشروع الذي رصد له غلاف مالي قيمته الإجمالية 54 مليون. واطلع جلالة الملك محمد السادس ، أيضا على مشروع إحداث نظام للتصريح الآلي بالكميات المصطادة، والذي يتطلب غلافا ماليا يصل إلى 15 مليون درهم. ويتوخى هذا النظام، الذي سيتم تعميمه على مجموع مندوبيات المملكة، تحسين تنافسية قطاع الصيد البحري، وضمان استمرارية الموارد، وتثمين الثروات البحرية الوطنية. وسيتم في إطار هذا النظام وضع آلية للإخبار ، وتوفير المعدات الضرورية لتبسيط وتوحيد إجراءات التصريح، الذي بات ضروريا لولوج الأسواق الدولية. ومن شأن إحداث هذا النظام، تعزيز محاربة الصيد السري، غير المصرح به وغير القانوني، والذي يهدد الموارد واستقرار القطاع ، كما أن القضاء على هذا النوع من النشاط غير المشروع سيساهم، من جهة، في تطهير مسالك تسويق المنتوجات البحرية وحماية مصالح الفاعلين في القطاع كما سيضمن، من جهة أخرى، الجودة بالنسبة للمستهلك. وتشكل مختلف المشاريع المقدمة لجلالة الملك منعطفا هاما في تاريخ قطاع الصيد البحري بالمغرب، باعتبار كونها مشاريع متميزة وعصرية، وتقدم أجوبة للإشكاليات الكبرى المطروحة في القطاع. كما استقبل جلالة الملك محمد السادس،يوم الإثنين بالقصر الملكي بأكادير، السيد إيف كوبنس بروفيسور الباليو نطولوجيا (علم الإحاثة)، عضو الكوليج دوفرانس. وكان البروفيسور كوبنس مرفوقا ، خلال هذا الاستقبال، بالسيد عبد الصمد الصنهاجي الغازي مهندس معماري مهتم بحقبة ما قبل التاريخ .