من تقاليد الجموع العامة لفرق كرة القدم تقديم التقريرين الأدبي والمالي، هذا الأخير يتضمن المداخيل والمصاريف مع تبيان لمصادر التمويل، إلا أن الغائب الوحيد عن مصادر تمويل ميزانية الفريق هو مصدر الغرامات التي تفرضها اللجنة التأديبية على اللاعبين نتيجة تصرفات يعتبرها المسؤولون مسيئة للفريق وليس لكرة القدم الوطنية. فالتغريم أصبح مصدر إيراد لبعض الفرق بالرغم من محدودية نسبته المئوية في ميزانية الفريق، وأصبح أيضا شبحاً يطارد اللاعبين مما جعلهم حذرين، في اللعب حتى لا يحصلوا على بطاقات حمراء مكلفة. فاللاعب حينما يحصل على بطاقة حمراء أو يتصرف تصرفاً غير لائق تجاه زميل له أو ضد أحد أعضاء المكتب أو الجمهور تجتمع العصبة التأديبية وتحدد الأفعال المقترفة من لدن اللاعب وتتداول وتصدر قرارا بتغريم اللاعب ودفعه لمبلغ مالي. هذه الحالة تطرح ثلاثة مواضيع للتساؤل: فالتغريم ذو طابع عالمي وتعرفه كل الفرق الكبرى العالمية. ولكن هل بنفس التنظيم والأهداف لدى فرقنا: 1) ما هي القوة القانونية لهذا التغريم؟ 2) ماذا يراد من تغريم اللاعبين؟ 3) نتائج هذا التغريم 1) بالنسبة للتساؤل الأول هناك العديد من الأسئلة المتشعبة: ما هي الحالات التي تستوجب التغريم؟ وهل اللاعب ملزم بدفع الغرامات؟ وهل له الحق في الطعن في القرار ومن هي الجهة المؤهلة للنظر في هذا الطعن أم أن اللاعب يكتفي بطلب استعطاف لإعفائه من التغريم؟ وفي حالة قبول اللاعب للتغريم حفاظا على علاقاته مع الفريق هل يدفع الغرامة بالأقساط أم تخصم من مستحقاته؟ والسؤال الأخير في هذا الباب هو: هل اللاعب أثناء توقيعه للعقد مع الفريق يوقع على بنذ يلزمه بدفع الغرامات؟ في القسم الثاني من التساؤلات نريد بعض الأسئلة المتعلقة بالغاية من فرض الغرامات: فهل التغريم أداة لتقويم سلوك اللاعبين المشاكسين والمشاغبين؟ وهل للغرامات أن تفرض انضباطا داخل الفريق وخضوعا للمكتب لتمرير قراراته واختياراته التي لا تناقش. وهل أصبحت الغرامة وعاء جديداً لتمويل ميزانية الفريق؟ وهي هل فائضا وتدخل في المحاسبة النهائية للميزانية. هل الغرامة أداة للتقليص من تراكم مستحقات اللاعبين تجاه الفريق؟ في القسم الثالث لابد من الإشارة إلى النتائج التي يمكن أن تترتب عن هذا الإجراء الذي يسير نحو تعميمه لدى الفرق الوطنية: أول المتضررين من هذا الإجراء هو اللاعب من حيث الإخلال بوضعه المالي وما سيخلفه ذلك من توتر نفسي من جراء الاقتطاعات المالية التي سيتعرض لها، وتوتر في العلاقات بين اللاعب والفريق وكيف ستكون النتيجة إن خضع أكثر من لاعب في فريق واحد للتغريم؟ إن موضوع تغريم اللاعبين مثير للجدل، فالبعض يرى فيه أداة لتقويم سلوك اللاعبين وجعلهم منضبطين، ويراه اللاعبون قراراً أحادياً وبداية توتر العلاقات بين اللاعبين والمكاتب المسيرة. ونقول في الأخير إن العلاقة بين أعضاء المكتب واللاعبين يجب أن لا تحكمها كرة مملوءة بهواء مضغوط لأن الضغط يؤدي إلى الانفجار...