يواصل الناخبون الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان بعد إقبال كثيف خلال اليومين الماضيين، وقد مددت مفوضية الاستفتاء التصويت ساعة إضافية لضمان مشاركة أكبر في العملية. في حين ساد هدوء منطقة أبيي بعد اشتباكات خلفت ثلاثين قتيلا.كما تتواصل في الخرطوم عملية التصويت، لكن بوتيرة ضعيفة لأن عدد المسجلين بالشمال لا يتجاوز 116 ألفا مقارنة بما يقرب أربعة ملايين في الجنوب. في نفس الوقت ، تجري عملية التصويت في عدة مراكز خارج السودان، هي مصر وكينيا وأوغندا وإثيوبيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وكندا وأستراليا، وأكدت مفوضية الاستفتاء أن الاقتراع يتواصل في هذه المراكز دون معوقات. وسوف تستمر عمليات التصويت أسبوعا كاملا، على أن تعلن نتيجته النهائية لاحقا ، ربما في الشهر القادم ؛ ويَلزم لتنفيذ نتائج الاستفتاء أن يشارك فيه 60% على الأقل من الناخبين المسجلين. أما في جوبا ف، عاصمة الجنوب، فإن أعداد المصوتين كانت مرتفعة في مكاتب الاقتراع . ويجرى الاستفتاء بموجب اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي أنهت 22 عاما من الحرب الأهلية بين شمال السودان وجنوبه، مع آمال وتطلعات بأن تتم العملية بكاملها حتى إعلان النتيجة في جو آمن ونزيه وحر يفضي لسلام دائم، سواء ظل السودان واحدا أو انقسم إلى دولتين. وفيما يتعلق بمنطقة أبيي، فقد عاد إليها الهدوء بعد اشتباكات مسلحة لثلاثة أيام على التوالي بين قبيلتي الدينكا نقوك، والمسيرية ، شمال غرب المدينة، خلفت نحو ثلاثين قتيلاً ، وعشرات الجرحى من الجانبين. وتتواصل الجهود والوساطات الرسمية والشعبية لاحتواء التوتر الأمني. وفي هذه الإطار تتم سلسلة اجتماعات على المستوى الحكومي لاحتواء الأسباب التي أدت إلى الاشتباكات التي وقعت بمنطقة أبيي. وتبقى أبيي -الخصبة والواقعة على خط التماس- منطقة تماس بين شمال السودان وجنوبه, وهي تشهد من حين لآخر صدامات بين قبيلتيْ المسيرية الشمالية والدينكا نقوك الجنوبية. وكان من المفروض أن يجري استفتاء آخر على تبعية أبيي إما للشمال وإما للجنوب بالتزامن مع استفتاء تقرير مصير جنوب السودان، لكن الخلافات بين المسيرية والدينكا بشأن الحدود ومن يحق له التصويت، حالت دون إجرائه في الموعد المحدد له.