نظمت المندوبية السامية للتخطيط لقاء دراسيا الاثنين 10 يناير بالرباط، تم خلاله تقديم نتائج البحث الوطني حول العنف ضد النساء الذي شمل مجموع التراب الوطني والذي يعد الأول من نوعه، والذي رصد مدى انتشار العنف ضد النساء بالمغرب بمختلف أنواعه وأوساط ممارسته وكذا خصائص المحيط السوسيو اقتصادي الممارس داخله.. وفي كلمة قدمها المندوب السامي للتخطيط السيد أحمد الحليمي علمي أكد فيها أن الدراسات والأبحاث التي تم انجازها مكنت من الوقوف على مستوى التوزيع الاجتماعي للدخل والتشغيل وولوج الخدمات الاجتماعية على مستوى البلاد. فقد اتضح في هذا الإطار يقول السيد الحليمي أن الفوارق ما بين الفئات الاجتماعية غالبا ما تزداد حدة وعمقا نتيجة اللامساواة بين الجنسين على حساب المرأة. مذكرا أنه، بالرغم مما تحقق لفائدة هذه الفئة من الساكنة التي تمثل نصف المجتمع، فإنها مازالت تعاني من معدلات مرتفعة في مجال الأمية واللاتمدرس والبطالة مقارنة بمثيلاتها لدى الرجال. فنصف النساء العاملات يشتغلن كمساعدات للأسر في البيوت مقابل 14% لدى الرجال. وبخصوص البحث الوطني الذي أنجز بين يونيو 2009 ويناير 2010. وشمل عينة تضم 8300 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18و64 سنة تم استجوابهن حول أفعال العنف التي تعرضن لها خلال سنة 2009 وبينت نتائجه أن من بين 9.5 مليون امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 18 و64 سنة، تعرضت مايقارب 6 ملايين امرأة أي 62.8% لشكل من أشكال العنف خلال الإثني عشر شهرا التي سبقت البحث (3.8 مليون امرأة بالوسط الحضري و2.2 مليون في الوسط القروي). وشكل العنف الجسدي الذي يشمل كل الأفعال التي تلحق أضرارا جسدية تؤثر بشكل مباشر على السلامة البدنية للمرأة. حيث أظهر البحث أن 35.3% من النساء أي 3.4 مليون امرأة تعرضن لعنف جسدي منذ أن بلغن سن الثامنية عشر. ويعتبر عدد الضحايا القاطنات بالوسط الحضري (2.2 مليون) ضعف عددهن بالوسط القروي (1.1 مليون). وصرحت 15% من النساء المستجوبات بتعرضهن لعنف جسدي1 خلال الإثنى عشر شهرا التي سبقت البحث. ويبقى هذا العنف ظاهرة حضرية بالأساس، بنسبة تمثل ضعف ما هو عليه الحال بالوسط القروي (19.4% مقابل 9%). وينتشر العنف الجسدي بشكل أكثر في الأماكن العمومية، حيث يهم ما يقرب من مليون امرأة، بنسبة انتشار تبلغ 9.7%، وهو ما يمثل امرأتين من بين كل ثلاث نساء من المعنفات جسديا. ويفوق معدل الانتشار المسجل بالوسط الحضري بخمسة أضعاف مثيله بالوسط القروي (14.2% مقابل 3.1%). في ما يتعلق بضحايا هذا العنف، فهن أساسا: - عاطلات عن العمل يبلغ عددهن 80 ألف امرأة، أي بنسبة انتشار للعنف تقدر ب 23%؛ - نشيطات مشتغلات يبلغ عددهن 248 ألف أي بنسبة انتشار 14.1%؛ - تلميذات أو طالبات، يبلغ عددهن 65 ألف أي بنسبة انتشار 19.2%؛ - نساء يرتدين عادة ملابس عصرية قصيرة بمعدل انتشار 32% أي 76 ألف امرأة (مقابل 7.5% من بين اللواتي يرتدين عادة الجلباب أو مايقابله من اللباس المحلي). أما في مايتعلق بمرتكبي هذا الشكل من العنف، فإنهم في 6 حالات من أصل 10 شبان تقل أعمارهم عن 35 سنة.