تواصلت موجة الاحتجاجات العارمة التي تجتاح عدة مدن جزائرية، وزادت حدتها بشكل خطير في الجزائر العاصمة حيث أكد شهود عيان أن قوات الأمن اضطرت إلى استعمال الرصاص الحي للحد من خطورتها، وعاشت الجزائر طيلة أول أمس وصبيحة أمس أعمال عنف وتخريب واصطدامات عنيفة، وسارع المحتجون الذين أضحوا بالآلاف إلى إقامة الحواجز والمتاريس في العديد من شوارع العاصمة. وذكرت وسائل إعلام جزائرية كثيرة أن الغاضبين من المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على الزيادات المهولة في أسعار الزيت والسكر والحليب وفي مواد أخرى حطموا العديد من المنشآت وأضرموا النار في أخرى من مراكز للبريد ووكالات بنكية ومحلات تجارية، وسارعت وسائل إعلام تابعة للسلطة كما هو الشأن بالنسبة ليومية «الشروق» إلى وصف المحتجين بالمخربين واللصوص. وعلم أن الحكومة الجزائرية وأمام المنحى الخطير الذي سارت عليه التطورات إلى الآن قررت إلغاء جميع الإجراءات التي كانت وراء إندلاع موجة الغضب بما في ذلك التراجع عن الزيادات التي سبق أن أعلنتها في أسعار المواد الأكثر استهلاكا. وينتظر أن ينعقد مجلس الوزارة الجزائري صبيحة هذا اليوم لتدارس هذه التطورات الخطيرة التي تجتاح الجزائر.