علن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية، امس وفاة شخصين وجرح أكثر من 300 شخص آخرين جراء العنف الذي شهدته بعض مناطق البلاد خلال اليومين الأخيرين، فيما جرح 320 من أفراد الأمن والدرك الوطنيين. وصرح ولد قابلية للإذاعة الجزائرية بأن الضحية الأولى سقط في عين الحجل بولاية المسيلة، رميا بالرصاص، في الوقت الذي كان يحاول فيه اقتحام مقر محافظة الأمن بالمنطقة. واضاف أن الضحية الثانية شاب توفي بالمستشفى متأثرا بجراحه ببلدية بوسماعيل بولاية تيبازة، متابعا أن ظروف وفاته قيد التحقيق. وقالت مصادر جزائرية لوكالة الأنباء الألمانية في وقت سابق أمس إن عدد قتلى ضحايا الاحتجاجات العنيفة التي طالت عددا من المدن الجزائرية بسبب غلاء المعيشة ارتفع إلى ثلاثة بعد التأكيد، امس على وفاة شاب ببلدة بواسماعيل، متائرا بجراحه إثر إصابته برصاصة قاتلة حيث كان بصدد البحث عن شقيقه عندما كان محتجون يحاولون اقتحام مركز للشرطة. وكان شاب توفي أمس متأثرا بجروحه التي أصيب بها مساء امس الاول خلال الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها بلدة عين الحجل شرق العاصمة الجزائرية. كما لقى شاب آخر يدعى لبزة عز الدين “20 عاما” حتفه في نفس البلدة مساء الجمعة قبل أن يصل إلى المستشفى بطريق سيدي عيسى عقب إصابته بنزيف حاد من الرأس بفعل إصابته بطلق ناري. واكد الوزير أن الشرطة تلقت الأمر باحتواء التظاهرات ومنع اتساعها. واضاف “هناك اكثر من 300 من رجال الشرطة والدرك اصيبوا بجروح، في حين اصيب أقل من مئة شخص بجروح في الجانب الآخر”. وقال الوزير ايضا إن قوات الامن اعتقلت عددا لم يحدده من مثيري الشغب. واوضح ان “المحاكم ستتكفل بهم وان بعض الشبان الذين ضبطوا وهم يدمرون ممتلكات أو ينهبون سيحالون على القضاء”. واضاف ان “ما جرى منذ الخميس، كما يرى الجميع، لا علاقة له بالجانب الاقتصادي ولا بالسعي الى حل المشاكل بهدوء وتعقل”، كما اعتبر “أعمال العنف والتدمير التي ارتكبها المتظاهرون الذين أتوا على كل شيء سواء كانت ممتلكات عامة أو خاصة، بانها أعمال إجرامية”. وفي عنابة، أعلنت الحماية المدنية وشرطي طلب عدم كشف هويته لمراسل لفرانس برس، إصابة 17 شخصا بينهم ثلاثة شرطيين مساء الجمعة جراء حجارة القاها متظاهرون، موضحا أن أحد الشرطيين الثلاثة مصاب في الرأس وحالته خطرة. وفي حي “جازومتر”، اندلعت أعمال شغب بعد صلاة الجمعة وتواصلت كامل الليل وأفاد شهود عن تخريب مبان رسمية بما فيها مقر الدائرة (فرع الولاية). وأفاد سكان تيزي أوزو، كبرى مدن منطقة القبائل أن الليلة كانت ساخنة حيث اندلعت اعمال الشغب في وسط المدينة وامتدت الى ضواحيها لا سيما في بوخالفة حيث قطع المشاغبون الطريق المؤدية الى العاصمة باطارات العجلات المحروقة. وفي العاصمة ما زال التوتر سائدا في الأحياء الشعبية بما فيها باب الوادي معقل حركة الاحتجاج. الا أن الليلة كانت هادئة كما أفاد بعض السكان بينما شهد حي بلكور شرق العاصمة أعمال عنف حيث قطع شبان الطرق مجددا الجمعة واضرموا النار في اطارات العجلات ورشقوا الشرطة بالحجارة. وبدأت التظاهرات الاربعاء رغم حال الطوارئ المفروضة في البلاد، احتجاجا على ارتفاع بعض اسعار المواد الاولية كالسكر والزيت بنسبة 30% اعتبارا من الاول من يناير.