طيلة السنوات الأخيرة أصبح فريق شباب المسيرة يخلق مشاكل كبيرة للكوكب المراكشي سواء بمدينة مراكش أو في مدينة العيون، ولم تخرج آخر مقابلة بينهما عن نفس القاعدة، حيث في الوقت الذي كان فيه الوسط الرياضي المراكشي يتنبأ بفوز سهل للكوكب في هذه المقابلة ويحقق بذلك ثاني انتصار له هذا الموسم وأول انتصار رفقة المدرب بادو الزاكي الذي أقحم في هذا النزال مجموعة من اللاعبين الجدد ويتعلق الأمر بكل من دوليازال، شهاب، مكوكو، تيد لافي وأبرباش، جرت الرياح هذه المرة بما لا تشتهيه سفينة الكوكب واندحر بميدانه أمام أبناء الصحراء. الجولة الأولى امتازت بمستوى تقني متوسط وبقلة الفرص السانحة للتسجيل من الجانبين وجرت أمام جمهور قليل جدا، يتناقص مقابلة بعد أخرى نظرا لتدني مستوى الفريق المحلي، فمنذ انطلاق النزال تحركت آلة الضيوف من أجل إرباك المحليين في وسط الميدان وتضييق مساحة اللعب على حامل الكرة، ولتفادي الضغط الممارس عليه في وسط الميدان لجأ الكوكب لبناء هجوماته انطلاقا من خط الدفاع مع إرسال كرات طويلة وعالية إلى مربع عمليات شباب المسيرة بحثا عن رأس اللاعب البرازيلي رودريغو. في الدقيقة 24 وإثر ضربة خطأ ينفذها دوليازال من الجهة اليسرى للحارس عفيفي، الكرة تمر وسط غابة من أرجل لاعبي الكوكب بدون نتيجة، الدقيقة 27 كاد اللاعب جنيد أن يفاجئ بودلال إثر خطأ للمدافع الزبيري، لكن في الدقيقة 45 لم تسلم الجرة ليستطيع نفس اللاعب أن يستغل خطأ آخر مشتركا بين الزبيري وشهاب، وخروج متهور لبودلال ليسجل هدف الانتصار. هدف نزل كقطعة ثلج بارد على الزاكي الذي راهن على هذه المقابلة وكذلك على كرسي احتياطه وعلى جمهور ملعب الحارثي. في المقابل كان هذا الهدف كطعم العسل على كرسي احتياط شباب المسيرة وعلى جمهوره القليل والذي لم يتعدى عشرين فردا. الجولة الثانية انطلقت منذ الدقيقة 46 بتغييرات من جانب الكوكب حيث أقحم المدرب بادو الزاكي كلا من المهاجم مكوكو والجلايدي وأبرباش مكان كل من الهردومي وترينا وأطلسي محاولا بذلك لعب الكل من أجل الكل. ونهج مساعد المدرب الخياطي الغائب عن كرسي الاحتياط في هذه المقابلة السيد لعروسي نفس أسلوب التغييرات من أجل الاحتفاظ بتوازن المقابلة، مما تركها تسير على منوال الشوط الأول رغم الضغط الذي مارسه الكوكب على مرمى شباب المسيرة والذي كانت تنقصه الفعالية. من جانب آخر لجأ لاعبو شباب المسيرة في أكثر من مرة التظاهر بالإصابات والسقوط على الأرض من أجل تكسير استمرارية اللعب وكذلك التأثير على نفسية لاعبي الكوكب وكان لهم ما شاءوا وليلعن الحكم الباعمراني الذي كان مستواه متذبذبا عن نهاية المقابلة بهزيمة ثانية للكوكب بعقر الدار بعد هزيمته أمام وداد فاس. لذا يجب على الإدارة التقنية أن تعيد النظر في كثير من الأشياء وعلى رأسها الانتدابات الأخيرة وأمكنة لعبها وخطة المدرب قبل فوات الأوان رغم مساندة الجماهير المراكشية للعمل الذي يقوم به الإطار الوطني بادو الزاكي في الكوكب وكان ذلك جليا من خلال اللافتات المنتشرة على مدرجات ملعب الحارثي.