تحت شعار«لنتعبأ جميعا من أجل الوحدة الترابية »، نظم الإتحاد العام للشغالين بالمغرب بجهة الغرب لقاء تواصليا مع أطر الإتحاد ، تحت رئاسة الأخ حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وذلك بحضورعضوي اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الأخ عبد الله البقالي والأخ عبد القادر الكيحل، ومشاركة مسؤولي الاتحاد في مختلف مواقع المسؤولية والتنظيمات بالجهة الشمالية الغربية ،والعديد من مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال ، ضمنهم الأخ محمد حمور المفتش الإقليمي لحزب الإستقلال والأخ عبد الله الورثي الكاتب الجهوي للحزب والأخ كريم أيت احمد الكاتب الإقليمي.. وفي قاعة البلدية التي غصت عن آخرها بالحضورافتتحت اللقاء الأخت خديجة الزومي عضوالمكتب التنفيذي للإتحاد ، كلمة الترحيب ألقاها الأخ محمد لكحل الكاتب الجهوي للإتحاد.بعد ذلك تابع الجميع باهتمام عرض الأخ حميد شباط الذي عبر في مستهله عن سعادته بحضوره الى هذه الجهة المناضلة ،مذكرا بأنها آخر جولة ضمن جولاته في جهات المملكة للتواصل مع المناضلين ،تنفيذا لمنهج القرب الذي أوصى به المؤتمر التاسع للاتحاد العام للشغالين لشرح ما يروج في الساحة السياسية ،وتبليغ مواقف النقابة إزاء قضايا الطبقة العمالية .. وأكد بهذا الخصوص أن الاتحاد عمل على الدمج بين الكرامة والخبز وبين الحرية والديمقراطية ،لأنه لا كرامة ولاحقوق ولا تنمية بدون حرية وديمقراطية ..ووقف الأخ شباط عند الشعار الذي اختاره المنظمون مشيرا الى ان علال الفاسي ورفاقه وضعوا في وثيقة 11 يناير الوحدة الترابية كقضية مصيرية تجسدت أيضا في الألوكة ،» لكننا يضيف ورثنا استقلالا أعرج ندفع ثمنه الى اليوم ، ولم يعد أمامنا في ظل التهديدات الموجهة من طرف خصوصنا سوى الإنتقال من الدفاع الى الهجوم بحماية صحرائنا ومواصلة مسيرتنا لتحرير ثغورنا في الشمال والشرق ، ومن واجبنا قبل ذلك ان نقوى الجبهة الداخلية» .وقال علينا ان نتكلم بوضوح مع الشعب المغربي فيما يخص أحداث العيون حتى لا تتكرر هناك أو في أي جهة أخرى من بلادنا ،و حذر من المزايدات السياسوية في هذا الملف خصوصا من طرف الوافد الجديد . وأكد انه منذ 8 أشهرومن موقعه كمسؤول عن النقابة تحدث عن الخطايا السبع التي تم ارتكابها ،وعلى رأسها تشجيع انفصاليي الداخل الذين لم يسبق للشعب المغربي ان سمع بهم إلى حين قدوم هذا الحزب الذي اختار القبلية على حساب الوطنية ،والعلمانية بديلا للعقيدة الإسلامية التي اعتنقها المغاربة قبل 14 قرنا ،ومحت وسطهم الفوارق وجعلتهم سواء ..وأشارالاخ شباط الى ان هذا الحزب خاض حملة ضد حزب الإستقلال في العيون ،استعمل فيها جميع الأجهزة التي وضعها تحت يده محاولا تكرار ما قام به في مراكش،ومن تجليات هذه الحملة التضييق على الفريق الإستقلالي في البرلمان ،ودفع الساكنة الى الإحتجاج على المجلس البلدي الذي يقوده الأخ حمدي لحسابات سياسية سخر فيها والي الجهة السابق كل الوسائل ،ونتيجة هذه السلوكات تفاقمت الأوضاع في المخيم الذي انتقل عدد الخيام فيه من 20 الى 8 آلاف أمام سمع وعيون السلطات التي لا تنام ،ومن هنا أكد الأخ شباط دخل الإنفصاليون وأعداء الوحدة الترابية . وفي معرض حديثه عن ميلاد الوافد الجديد أكد ان حزب الإستقلال منذ 55 سنة لم يفاوض على المواقع السياسية ،ولم يتحمل مسؤولية الوزارة الأولى إلا عن طريق إقتراع سنة 2007 الذي عبر فيه الشعب المغربي عن ثقته فيه ، وبالمنهجية الديمقراطية التي اختارها جلالة الملك ،لكن سنة بعد ذلك تم خلق حزب جديد كان الإعتقاد السائد في البداية انه سيساهم في تقوية الساحة السياسية والتعددية التي رسخها حزب الإستقلال ،لكنه تبين بعد ذلك ان هذا التحليل كان خاطئا ،لأن هذا الحزب تترعرع في أحضان الإدارة ،وأصبح بقدرة قادر يملك أول فريق برلماني ،بعد ما كان عدد نوابه ثلاثة فقط قبل استحقاقات 2009 .وأصبح على كل من يريد إمتيازا أومنصبا ان ينتمي لهذا الحزب الذي تغلغل في أحزاب وفي الإدارات ، وبذلك يقول الأخ شباط فسدت اللعبة الديمقراطية ، مشيرا الى ان أخطر ما يواجه المغرب هو السرطان الداخلي ،لكنه في كل الأحوال لن يقضي على حزب الإستقلال لأنه محصن ،ولأنه نبع من الشعب ولم يقهر من طرف الإستعمار ولا من بقاياه كأفقيرومن تلاه فما بالك بغيرهم راهنا ،كما انه لا يمكن النيل من قضيتنا الأولى لأنها محط إجماع وطني ،وشعب الأحرار والشرفاء والعلماء والأولياء لا يهاب أحدا يقول الأخ شباط ، فقد جابه العثمانين حين كانوا في الجزائر التي لم يكن لها أثرولا ذكرولا تاريخ .وقضى في إيبريا 8 قرون لن ينساها الإسبان ،مؤكدا انه لا يمكن القبول في مغرب 53 وثورة الملك والشعب بمن ينصب نفسه وسيطا بين الملك والشعب، لأن الشعب كله ملكي ،ولأن الملكية هي ضامنة استقرار ومستقبل المغرب ، كما لن يستطيع من كانوا في الأمس القريب في مواجهة ثوابت الأمة النيل من الوطنيين الذين دافعواعن مقدساتها . وشدد على ان المغرب في حاجة الى حوار حقيقي، وعلى الأحزاب الوطنية ان تتحمل مسؤوليتها حتى لا يتكرر الخطأ بخطأ آخر، فالمغرب في رأي شباط في حاجة الى رجال يِؤمنون بالمصلحة العامة ،وفي حاجة الى قيادات تعرف كيف تدافع عن مصالحه في الخارج والداخل، وتدافع عن المظلومين وتحمي هيبة الدولة وهيبة قواتنا العمومية ،واستنكربالمناسبة ما تعرضت له عناصرها في العيون والحسيمة من اعتداءات وهي تقوم بواجبها ،مضيفا ان هؤلاء من أبناء هذا الشعب الكريم ،واختاروا حماية البلاد ،فهم صمام أمانها ،وإذا ما تم للتفريط فيهم معناه التفريط في أمننا وحدودنا ،وزاد قائلا «ان المغرب يحتاج الى إعادة بناء دولة قوية ،وحين نطالب بإصلاحات دستورية متفق عليه ،فأننا نريد بذلك ملكية قوية ،وحكومة قوية وبرلمان قوي، ومؤسسة وزير أول قوية ، وشعب قوي لقطع الطريق على كل من يقفون في الصف المعادي « ،مضيفا «اننا نريد اقتسام الخبز وخيرات هذا الوطن بعدالة بين جميع المواطنين، وليس الإثراء لفائدة حفنة من الأنانيين .. وقال ان الإتحاد العام للشغالين حين عبر على مطلبنا بضرورة تحسين أجور العمال والموظفين تدرع وزير المالية بالأزمة الإقتصادية، والحال ان الأزمة الحقيقية هي التي توجد عند جيراننا في أوربا الذين انفقوا الملايير على تعويضات البطالة،موضحا انه شيئ إيجابي ان يقوم المغرب بالأوراش الكبرى ،لكن لا ينبغي أن ينسى الطبقة العمالية والماجوين والشعب الفقير، وأفاد ان الإتحاد العام للشغالين اقترح زيادة في الأجور بنسبة 20 في المائة ،وهذه النسبة لا يمكن ان تؤثر على ميزانية البلاد لكن الوافدون الجدد عارضوها لحماية امتيازاتهم .. ولهذه الأسباب قال الأخ شباط قاطعنا احتفالات ماي لأننا نريد حرية وديمقراطية بصفة دائمة ،وليس في يوم واحد فقط هو فاتح ماي ،وقررنا تنفيذ إضراب عام يوم 14 دجنبر 2010 ما لم تلب مطالبنا ،ووجهنا رسالة الى الديوان الملكي يوم 3 ماي طلبنا فيها بتدخل ملكي لإنصاف الطبقة العمالية وتحقيق الشغل للعاطلين حتى نضمن السلم الإجتماعي لمدة 5 سنوات ونخلق الجو المناسب للإستثمار ..ورغم اننا قررنا تأجيل خوض الإضراب للظروف الراهنة التي تحيط ببلادنا اليوم ،إلا اننا لا زلنا متشبثين بمطالبنا وتعهداتنا امام الطبقة العمالية يقول الأخ شباط ..مشيرا الى ان ميزانية 2011 ليس فيها شيئا مهما لفائدة الشعب المغربي ،رغم الجهود التي تقوم بها الحكومة التي تواجه بلوبيات المصالح الضيقة وتقررمكانها ،متسائلا في الأخير عما يمكن ان يقدمه الحوار الإجتماعي الذي دعت له الدولة من جديد ، معتبرا الإتحاد العام وحزب الإستقلال جسما واحدا سيظلان ملتزمين بمبادئهما مخلصين لنضالاتهما ،مدافعين عن مصالح الشعب المغربي وقضيته الترابية مهما كانت المؤامرات .. وحيى في ختام كلمته الأخ عبد الله البقالي على جهوده في جريدة العلم ،وعلى ما تقوم به هذه الأخيرة في تنوير الرأي العام ،كما أشاد بعمل الأخ عبد القادر الكيحل الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الإستقلالية في واجهة التوعية والتكوين وسط الشباب المغربي ،دون أن يغفل توجيه الشكرللمنظمين الذين توفقوا في إنجاح هذا اللقاء التواصلي..