غادر الرئيس الأميركي، باراك أوباما ; أفغانستان إثر زيارة خاطفة لم يعلن عنها من قبل، أكد فيها أن قواته تحرز ما وصفه بأنه تقدم مهم ضد المسلحين في أفغانستان. ولم يلتق أوباما خلال الزيارة التي لم تستغرق أكثر من أربع ساعات نظيره الأفغاني حامد كرزاي. وفي كلمة ألقاها في حشد من الجنود الأميركيين بقاعدة باغرام الجوية ، شمال كابول، قال أوباما إنه إثر توسيع نطاق الحملة العسكرية في أفغانستان، يمكنه اليوم أن يفتخر بأن هناك عددا أقل من المناطق الخاضعة لسيطرة حركة طالبان. وأضاف مخاطبا الجنود الأميركيين «قلنا إننا سنكسر قوة طالبان، وهذا ما تقومون به أنتم تشنون الهجوم الآن بعد أن مللتم من مجرد الدفاع». وألغيت رحلة لأوباما كانت مقررة -حسبما أعلن- إلى العاصمة كابول لمقابلة الرئيس حامد كرزاي. وفسر إلغاء الرحلة «بسوء الطقس» ، وتحدث الرئيسان بدلا من ذلك عبر الهاتف بإيجاز. غير أن محللين ربطوا ما عبروا عنه ب»عدم رغبة» أوباما في لقاء نظيره الأفغاني، بالغضب المتزايد من واشنطن إزاء ما تعتبره فسادا مستشريا في نظام كرزاي. ويتجلى الغضب الأميركي، حسب أولئك المحللين، في ما سربته مؤخرا وثائق ويكيليكس من وصف دبلوماسيين أميركيين للرئيس الأفغاني بأنه «ضعيف» و»عديم الضمير» و»لا يعرف المبادئ البديهية لبناء الدولة». وكان أوباما قد حل في وقت سابق، مساء الجمعة ، بأفغانستان في زيارة غير معلنة من قبل، تأتي وسط أنباء عن قرب كشف الولاياتالمتحدة عن إستراتيجيتها المعدلة الخاصة بأفغانستان. وذكرت تقارير أن أوباما غادر البيت الأبيض سرا ، ونزل في أفغانستان ليلا ، بسبب مخاوف أمنية، كما أن المسؤولين في واشنطن لم يعلنوا عن الزيارة، التي تعد الثانية من نوعها لأوباما منذ أن تولى الرئاسة قبل عامين. وحط أوباما في قاعدة باغرام العسكرية، والتقى هناك قائد القوات الأميركية في أفغانستان، ديفد بترايوس، وسفير الولاياتالمتحدة في كابول، كارل إيكينبري، كما خطب في الجنود الأميركيين وشكرهم على جهودهم، معتبرا إياهم أفضل جنود في العالم. وكان أوباما قد أرسل ثلاثين ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، وأعلن أنه سيبدأ في سحب قواته من هناك ابتداء من يوليوز 2011، في حين قال مسؤولون أميركيون وآخرون في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إنهم يخططون لإسناد مهمة الأمن للقوات الأفغانية بحلول عام 2014