تشتكي العديد من الجمعيات الجادة بمدينة الدارالبيضاء من الحيف الذي يطالها فيما يتعلق بالاستفادة من المنح المخصصة من طرف مجلس المدينة للجمعيات. وحتى لايكون الحديث حول ذلك مجرد كلام فإن بعض الجمعيات تتساءل عن طبيعة المقاييس التي تم اعتمادها في توزيع المنح برسم السنة المنصرمة 2009: وهل هذه المقاييس لها علاقة بالأنشطة أم لها علاقة بأمور أخرى تظل مجهولة بالنسبة للكثيرين. فعلى سبيل المثال حصلت جمعية «الحوار» على مبلغ 60 مليون سنتيم ومؤسسة شرق غرب على مبلغ 20 مليون سنتيم وجمعية منتدى الدارالبيضاء على 450 مليون سنتيم وجمعية ذاكرة الدارالبيضاء على مبلغ 200 مليون سنتيم، في الوقت الذي لايهمها التراث المغربي مثل وضعية السقالة بالمدينة القديمة ولا تدافع عنه بقدر ما يهمها التراث الكولونيالي بالمغرب. أما مؤسسة الفنون الحية فقد حصلت على مبلغ 500 مليون سنتيم، والمجلس الجهوي للسياحة الذي زاحم الجمعيات وكأنه جمعية فقد حاز على مبلغ 100 مليون سنتيم. هذا، في مقابل استفادة 21 جمعية من ضمنها جمعيات جادة من مبلغ 80 مليون سنتيم مجتمعة بمعدل أقل 4 من مليون سنتيم لكل واحدة. أما الجمعيات الثقافية الممنوحة من طرف المقاطعات وليست الجماعة الحضرية للدار البيضاء فإنها لم تتجاوز مبلغ 75 مليون سنتيم تقتسمها 114 جمعية. وهنا يظهر الفرق والحيف في عدم تشجيع الجمعيات ودعم أخرى بناء على اعتبارات مجهولة. أما الجمعيات الاجتماعية الممنوحة على صعيد الجماعة فلم تتجاوز مبلغ 100 مليون درهم لفائد 29 جمعية مجتمعة في مقابل مليار ومائة مليون لخمس جمعيات اجتماعية أخرى. وإضافة إلى 800 مليون سنتيم لمركز طيط مليل وجمعيتين للقصور الكلوي. أما الجمعيات الرياضية الممنوحة على صعيد الجماعة الحضرية للدار البيضاء فقد استفادت 57 جمعية من مبلغ 274 مليون سنتيم في مقابل 385 مليون سنتيم لفائدة 52 نادي. أما الجمعيات الرياضية الممنوحة على صعيد المقاطعات فلم تتجاوز مبلغ 75 مليون سنتيم لفائدة 97 جمعية مجتمعة. إن الفوضى التي تعرفها عدة فضاءات وأماكن اجتماعية ورياضية تابعة للجماعة الحضرية للدار البيضاء وضياع هذه الأخيرة في عدة أموال كان ينبغي أن تتوجه إلى تنمية البنى التحتية رغم مطالبة العديد من المستشارين في اللجان إضافة إلى غياب التتبع والمراقبة في صرف الاموال وغياب مقاييس مضبوطة وشفافة في منح الجمعيات يجعل المرء يضع يده على قلبه في انتظار الفرج.