عقدت الدورة التاسعة والسبعون للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الانتربول) في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 8 إلى 11 نوفمبر 2010. وقد شارك في هذه الاجتماعات رئيس أجهزة التحقيق والاستخبارات في شرطة إسرائيل يواف سيغالوفيتش إلى جانب ممثلين عن كل الدول الاعضاء في المنظمة الدولية للشرطة الجنائية. قناة الجزيرة القطرية لم تشر ولو بكلمة واحدة إلى مشاركة إسرائيل في هذا اللقاء، رغم أنها دائما تسابق الزمن لشن حملة تشويه ضد أقطار عربية معينة لو حلت شخصية من الكيان الصهيوني بها حتى وإن لم يحظ بأي لقاء أو استقبال رسمي فيها وجاء فقط في نطاق لقاء دولي. منظمة الانتربول دعت رئيس أجهزة التحقيق والاستخبارات في شرطة إسرائيل يواف سيغالوفيتش إلى اجتماعاتها، ولكن المنظمة لم تدع الصحافة الاسرائبلية إلى اللقاء وهنا كان يمكن للدوحة أن ترفض السماح لهؤلاء بدخول أراضيها فهؤلاء ليسوا طرفا في اللقاء الدولي. صحيفة "يديعوت أحرونوت" استغلت وجود يواف سيغالوفيتش في قطر لتحاول تشويه صورة رجل دخل مع بلده في صراع مع الكيان الصهيوني بشكل مفتوح بعد اغتيال جهاز المخابرات الصهيوني "الموساد" للقائد الفلسطيني المبحوح في دولة الامارات العربية في ينابر 2010. الصحيفة تحدثت عن لقاء جرى بين يواف سيغالوفيتش وقائد شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان وأضافت أن الرجلين تصافحا وتبادلا التحية.وزادت أن اللقاء جرى وسط جو من الارتياح من دون ظهور أي توتر على الرغم من الخلاف بين الطرفين، ونقلت عن مصدر أمني قطرى أكد للصحيفة الاسرائيلية وطلب عدم الكشف عن إسمه: أنه "بعد التعريف، تصافحا وتبادلا التحية". ردا على حملة التشويه هذه نفى الفريق ضاحي خلفان تميم مزاعم صحيفة "يديعوت أحرونوت". وقال إنه عندما توجه للمشاركة في المؤتمر والمعرض المصاحب له دخل إلى القاعة الرئيسية للمؤتمر بصحبة الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وزير الداخلية القطري، وعندما غادر القاعة كان بصحبة الوزير أيضا، ولم ينفرد بالجلوس مع أحد من الحضور في المؤتمر ولم يتبادل الحديث منفردا مع أي شخص. وأضاف أنه أثناء التجوال مع الوزير القطري في المعرض كان هناك العديد من مسؤولي الإنتربول من جنسيات عدة، وقدموا للسلام والمصافحة، وقد يكون من بينهم رئيس الإنتربول "الإسرائيلي"، مشيرا إلى أنه لم يعرفه شخصيا ولم يعرف إذا كان القادم للسلام "إسرائيليا" أو أوروبيا أو أمريكيا أو غيره. وأضاف قد يكون أحدهم هذا المسؤول الإسرائيلي مد يده للسلام "فسلمت عليه مثله مثل الآخرين وانتهى الأمر عند هذا الحد ولم يكن هناك أية أحاديث بيننا على الإطلاق". التعامل القطري الذي تتغاضى عنه "قناة الجزيرة" مع إسرائيل والذي تتلقف ما قد يشبهه، وتشوه أسبابه في أقطار أخرى، ليس الأول فهناك العديد من الأمثلة التي لا توجد لها تبريرات أو مسببات تتعلق بعقد لقاءات هيئات أو منظمات دولية. قبل أن تجف دماء شهداء "عملية الرصاص المصبوب" على قطاع غزة سنة 2008 وفي الوقت الذي رفضت فيه تركيا استقبال وزيرة خارجية إسرائيل استقبلت قطر الوزيرة. ففي شهر أبريل 2008 وبدعوة من الدوحة "فقط" شاركت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في افتتاح "منتدى الدوحة الثامن للديموقراطية والتنمية والتجارة الحرة". والقت ليفني كلمة في المنتدى الذي نظمته وزارة الخارجية القطرية. واستقبل رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ليفني التي لم تدل باي تصريح صحافي، في قاعة المنتدى. وقال لها ممازحا "لقد تلقيت سبعة اعتذارات عن الحضور بسببك"، مضيفا في حضور وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي "ارجو الا تتسببي في مشاكل اكثر من ذلك". ورغم أن قطر لا تقيم علاقات دبلوماسية مع اسرائيل، غير انها تؤوي منذ سنة 1996 "مكتب تمثيل تجاري" اسرائيلي يديره دبلوماسيان، فيما يلتقي ممثلو الطرفين بانتظام. وزار الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الدوحة عدة مرات في غالبها خارج أي اطار مرتبط بمؤتمر دولي، والتقى مع مسؤولين فيها من أعلى المستويات. تاريخ الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي بقيادة الولاياتالمتحدة والمعسكر الإشتراكي، تلك الحرب التي توقفت جزئيا بعد إنهيار الاتحاد السوفيتي سنة 1991، يكشف الاساليب التي اتبعت لاستغلال وتوظيف أو لخلق وسائل اعلام تخدم مصالح معسكر أو آخر ليس بصورة مباشرة ولكن عن طريق غير مباشر، تظهر فيها عدائها أو انتقادها لطرف في حين أنها تخدم مصالحه وأهدافه. في أعقاب حرب الخليج سنة 1991 وجدت واشنطن أن القنوات الاخبارية التابعة لها أو الموجهة من طرفها لم تنجح في نقل أطروحاتها بالشكل الذي أرادت، ولهذا جرى البحث عن بديل. في عام 1995 تم انشاء قناة الجزيرة في قطر، وتم جلب وشراء غالبية تجهيزاتها من الولاياتالمتحدة، جزء كبير من أجهزة بثها تم اختيار موقعها علي مسافة قصيرة من قاعدة "العديد" الأمريكية العسكرية التي وجهت منها قطاعات رئيسية من القوات الأمريكية لاحتلال العراق سنة 2003. قبل الغزو الأمريكي للعراق بأشهر حذر مسؤولون في المخابرات السوفيتية السابقة "كي جي بي" الذي استبدل سنة 1991 بجهاز "اف أس كى" او خدمات مكافحة المخابرات الفيدراليه ثم بدلت تسميته من جديد سنة 1995 فأصبح "اف أس بي" او خدمات الأمن الفيدرالى للاتحاد الروسى، حذروا من أن بعض أجهزة البث والتصوير الإذاعي والتلفزي التي أدخلتها بعض القنوات الأجنبية إلى العراق اضيفت اليها معدات للرصد والتجسس متصلة مباشرة بغرف العمليات العسكرية للولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما.