وجدت جنوب إفريقيا, من خلال تبنيها لقراءة مبتورة للتطورات الأخيرة حول قضية الصحراء، نفسها مرة أخرى معزولة بشأن هذا الملف خلال مناقشات الدورة الرابعة للجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي انطلقت يوم الإثنين في نيويورك. وأكد السيد حميد شبار, السفير المساعد للمندوب الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة, في رد على تصريحات سفير جنوب إفريقيا, الذي اختار الخوض في جدل عقيم في محاولة يائسة لصد الدينامية التي أطلقتها المبادرة المغربية للحكم الذاتي, أن جنوب إفريقيا, التي يرجع إحباطها إلى عزلتها داخل مجلس الأمن, لا يحق لها أن تسعى إلى «تضليل هذه اللجنة الموقرة لأهداف غير معلنة». وشدد السيد شبار, الذي أعرب عن انزعاجه من هذا السلوك, على أن «ممثل جنوب إفريقيا لا يجهل بالتأكيد أن المقترح المغربي, وكما تقر بذلك المجموعة الدولية, هو الذي أطلق دينامية جديدة واعدة لإنهاء نزاع مصطنع يعتبره الجميع من مخلفات عهد ولى, إلا أن ممثل هذا البلد يحلو له الركون إليه كمرجع إيديولوجي». وأوضح الدبلوماسي المغربي أن ممثل بريتوريا «قام كالمعتاد بقراءة انتقائية للتطورات الأخيرة التي عرفتها معالجة قضية الصحراء على صعيد الأممالمتحدة «. وأوضح أنه «حتى لو كان الأمر لا يرضي ممثل جنوب إفريقيا, فإن المقترح المغربي كان محط تقدير من طرف مجلس الأمن الذي وصف جهود المغرب, التي كللت بوضع المقترح, بأنها جدية وذات مصداقية في قراراته الثلاثة التي صادق عليها بإجماع أعضائه, بما في ذلك جنوب إفريقيا, وفي الوقت الذي كانت تترأس فيه هذه الهيئة الهامة في أبريل 2008 «. وذكر بأنه تحت رئاسة جنوب إفريقيا, أشاد مجلس الأمن بجهود المغرب وصادق على القرار1813 , الذي نوه مرة أخرى بالجهود التي تبذلها المملكة منذ سنة2006 , ودعا الأطراف إلى التحلي بالواقعية وروح التوافق من أجل الدفع بالمفاوضات التي انطلقت بفضل المبادرة المغربية. وأضاف أن «بإمكان جنوب إفريقيا أن تتبنى الموقف الذي تريد, وأن تبيعه لمن تريد, إلا أنه لا يحق لها بتاتا أن تقدم, داخل هذه اللجنة, على ممارسة عمل لا تحركه سوء النية فحسب, بل ينم على ما يبدو عن رغبة مبيتة في خدمة كل أولئك الذين يسعون عبثا إلى نسف أي أفق تسوية لهذا النزاع, الذي طال أمده وما زال يشكل مصدرا للمعاناة والعزل والحرمان بالنسبة لآلاف الأشخاص الذين يتعرضون لمختلف أشكال التعسف». وفي هذا الصدد, ذكر السيد شبار بتوصيات الأمين العام الأممي السيد بان كي مون, الذي يدعو الأطراف إلى مواصلة المفاوضات, «والتحلي بالواقعية وروح التوافق». يذكر أن جنوب إفريقيا ستغادر يوم31 دجنبر المقبل مجلس الأمن الدولي بعد أن تكون قد قضت مدة سنتين كعضو غير دائم طبقا لقاعدة التناوب الجغرافي.