لم يفاجئ المستشار البرلماني المحترم حكيم بنشماش الرأي العام الوطني في الدور الذي أداه بكثير من الرداءة خلال الجلسة الأسبوعية المخصصة للأسئلة الشفوية التي عقدها مجلس المستشارين يوم الثلاثاء الماضي. فقد جرت الأعراف الديمقراطية أن تتاح الفرصة أمام جميع الأطراف بالتعبير عن آرائها بكل حرية، إلا أن المستشار حكيم بنشماش الوافد من أوساط سياسية لا تعترف بهذه القاعدة أصر على أن يسود الرأي الوحيد والأوحد خلال هذه الجلسة. إذ ما أن انتهت الفرق السياسية بمجلس المستشارين من مناقشة التطورات الخطيرة التي عرفتها مدينة العيون المغربية وجاء الدور على وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة للإدلاء برأي الحكومة والتعقيب على المداخلات الهامة وتسليط الضوء على بعض مناطق الظل فيما جرى حتى انتصب حكيم بنشماش واقفا يصيح ويصرخ أمام الجميع متسببا في حالة فوضى كادت أن تربك سير الجلسة. ورغم إصرار رئيس مجلس المستشارين الذي يرأس من حيث المبدأ وعلى الورق حكيم بنشماش في الحزب الجديد إلا أن المستشار المحترم لم يتراجع وأصر على تأجيج حالة الفوضى والعبث. العارفون بخبايا الأمور أدركوا لحظتها أن حكيم بنشماش كان ينفذ خطة دقيقة تكمن تفاصيلها في محاولة منع وزير الاتصال من الحديث أو على الأقل السعي إلى إرباكه ليقول كلاما مبعثرا ومتقطعا أو إجباره على الارتباك وهذا ما لم ينجح فيه حكيم بنشماش أمام رجل خبر السياسة في إطار المشروعية قبل بنشماش بعشرات السنين. آخرون أدركوا أن بنشماش الذي يعرف تفاصيل التفاصيل وهو الذي كان قد وجه تحيته الصادقة والخالصة إلى المجرمين من الذين كانوا يسيرون ويؤطرون مخيم العيون سعى جاهدا إلى فرض استمرار التعتيم في هذا الحادث الخطير. وبكل تأكيد فإنه سواء تعلق الأمر ببنشماش أو بوالي ولاية العيون فإن مجلس المستشارين والبرلمان برمته مدعو إلى تسليط الأضواء الكاشفة على علاقة الحب والتقدير والامتنان المتبادلة بين الجهتين. أما نحن فنؤكد أن مختلف الأدوار السيئة التي قام بها بعض الأشخاص في الظل وفي الكواليس هي التي مثلت منافذ وشقوقا تسرب منها أعداء وحدتنا الترابية وتسلل من ضيقها المجرمون والإرهابيون الذين مارسوا أبشع الجرائم في مدينة العيون المجاهدة. تعازينا الحارة لأسر وعائلات شهداء رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة والوقاية المدنية الذين قدموا حياتهم ثمنا ليس فقط من أجل الوطن ولكن أيضا ضريبة لأخطاء بعض العقول الصغيرة (الله يستر).