هاجم حكيم بنشماش، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس المستشارين، بشدة، وزيرة الصحة الاستقلالية، ياسمينة بادو، متهما إياها ب«الاستخفاف» بالمؤسسة التشريعية. ولم يتمالك بنشماش أعصابه خلال جلسة الأسئلة الشفوية، مساء أول أمس الثلاثاء بمجلس المستشارين، بعد أن أبلغ فريقه، في آخر لحظة، باعتذار وزيرة الصحة عن الحضور إلى المجلس للرد على سؤالين شفاهيين، كان فريق الأصالة والمعاصرة ينوي توجيههما إلى الوزيرة الوصية على القطاع. وقال بنشماش خلال تدخله: «توصلنا بلائحة الوزراء الذين سيتعذر عليهم حضور الجلسة، ولم تكن وزيرة الصحة من بينهم. وعلى أساس تلك اللائحة أعددنا سؤالين، إلا أننا الآن نفاجأ بأن الوزيرة تعتذر في آخر لحظة»، مشيرا إلى أنه كان أولى من باب التضامن الحكومي أن يتكلف أحد الوزراء بأن ينوب عن زميله، لاسيما وأن لدينا وزيرا مكلفا بالعلاقات مع البرلمان. وتساءل رئيس فريق «البام» بالغرفة الثانية: «أليس مثل هذا التصرف استخفافا بالبرلمان.. نريد أن نفهم.. قد نتفهم حالات لغياب الوزراء، لكن لماذا لم يتكلف أحد الوزراء أو الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان بأن ينوب عن زميلته؟ أليس ذلك حرمانا من حقنا في طرح الأسئلة؟». من جهته، حاول محمد الفاضيلي، رئيس الجلسة ونائب رئيس مجلس المستشارين، تهدئة غضب رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالقول: «كم من مرة أتى السادة الوزراء واعتذرنا لهم بسبب غياب المستشارين.. القانون يدفع بهذا الحق ولابد أن نضمنه للحكومة ولأنفسنا»، لافتا إلى أن إنابة وزير عن زميل له في الرد على أسئلة المستشارين هو شأن حكومي. وليست هذه المرة الأولى التي يهاجم فيها رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بالغرفة الثانية الوزيرة الاستقلالية، إذ سبق له خلال جلسة للأسئلة الشفوية خلال الدورة الربيعية الماضية، أن وصف ردها على سؤال حول تعيينات الأطباء، بالعبث والسريالية وبعدم احترام هيبة المؤسسة التشريعية. كما أنها ليست المرة الأولى التي تعبر فيها فرق المعارضة البرلمانية عن استيائها من ظاهرة عدم التزام وزراء حكومة عباس الفاسي بحضور جلسات الأسئلة الشفوية، خاصة عندما يتعلق الأمر بغياب وزراء يشرفون على قطاعات حيوية وأساسية، وطالبت في أكثر من مناسبة بضرورة إعمال عدد من الإجراءات الرامية إلىِ ضمان حضور دائم للوزراء. وكان أحد الفرق البرلمانية قد قدم السنة الماضية إحصائيات عن غياب الوزراء، كشفت أنه باستثناء حضوره أثناء تقديم التصريح الحكومي في الدورة الربيعية الماضية غاب الوزير الأول، عباس الفاسي، بشكل كلي عن مجلس المستشارين، فيما سجل خلال الدورة الخريفية الماضية غياب وزير الداخلية 13 مرة من مجموع 15 جلسة، ووزير المالية 8 مرات ووزير التجهيز والنقل 8 مرات، وهي المرات التي لم يتم فيها طرح الأسئلة المبرمجة.