سنظل نقول ونكررأن قناة«الجزيرة» الفضائحية ، قناة الكذب والافتراء، بامتياز، على الأحياء فما بالك على الأموات. فهي تكذب على الذين ما زالوا يشاهدونها وهي تقدم إليهم السّمّ في الدسم، وتكذب على الأفاضل من خلال معالجتها لحقٍّ يُرادُ به باطل ، وتكذب على الناس العاديين الدراويش باللعب على الصور التي تُرَكِّبها بالطريقة التي تريدها.. اهتمامها بالمغرب ينبع من حقد مُبَيَّت لكل ما قام ويقوم به هذا البلد الأمين من خطوات وجهود ملموسة سواء لِلْقَطْع مع تجاوزات الماضي المتعلقة بحقوق الإنسان لم تستطع أية دولة في العالم العربي ولا في القارة الإفريقية ، ولا حتى في عدد كبير من الدول الأسيوية أن تقوم به، أو بتعزيز حرية التعبير التي لا وجود لرائحتها بالكثير من الدول في محيطنا وخارج محيطنا، أو بالمضي قُدُماً في سبيل تكريس الممارسة والمنهجية الديموقراطية في الحكم، وهو السبيل الذي تعجز دول من حولنا الأخذ به أو السير فيه، هذا دون الحديث عن أوراش تنموية كبرى حرّكت الراقد في جوف دول وأجهزة إعلام لتعلنها حربا عشواء علينا خوفاً أن تدفع الانتفاضة التنموية والديموقراطية التي يقوم بها المغرب إلى انتفاضة حقيقية لشعوبها . كذِبُ قناة«الجزيرة» وركوبها المقيت على الأحداث ، لم يكن يرمي سوى إلى شيء واحد: إيقاظ الفتنة النائمة ، وأصحاب الفتاوى في القناة يعرفون جزاء مَن يوقظها، وإشعال فتيل اضطرابات في المغرب. رأينا هذا وقرأناه في الاستغلال الخبيث لموضوع الأماريغية في بلادنا . والغريب أن قناة«الجزيرة» الكاذبة صبَّت كل اهتمامها لأمازيغ المغرب فقط، بينما الأمازيغية موجودة في جميع أقطار شمال افريقيا. ولما سقط في يدها حَبْلُ أكاذيبها، تراها تلعب على أيّ حادث مَهْما كان صغيرا وتافها، وتُبْرِزُه كأنه قضية الساعة مثل موضوع النّكِرَة أميناتو حيدر ، ومجموعة التامك التي لبّت دعوة أسيادها في تندوف والجزائرلتعود مُحَمّلَة بخطط التآمر.. ثم حادث المخيمات في مدينة العيون المغربية ، وهو حادث يقع مثله وأكبرمنه في مختلف بلدان العالم المنفتحة والمتفتّحة، وليس في البلدان المُغْلَقة والمنغلقة. يصل الكذب مداه عند أهل «الجزيرة» الذين لهم عينٌ واحدة ، وأُذْن وحيدة ، وبالتالي فهم يُسَوِّقُون الرأي الواحد حين يقدِّم شهادة «شاهد عيان» من مدينة العيون المغربية. أقْسَمَ هذا الشاهد الذي «ما شافش حاجة»بأغلظ الأيمان، وَأَشْهَدَ الله العظيم على ذلك (أستغفر الله) وهو يقول أن مدينة العيون تشهد«حرب إبادة».. لنتذكَّر جيدا أن قناة «الكذوب» دشنت ظهورها بخريطة المغرب وقد فُصِلَت عنه صحراؤه.. ومنذ هذا الظهورلم يستطع أيّ واحد من مراسليها والمأجورين الذين تعتمد على قراءتهم للأحداث، في جميع النقط الساخنة، سواء في فلسطينالمحتلة، أو لبنان، أو السودان، أوالصومال، أو الجزائر، أو اليمن ، أو أفغانستان، أوباكستان، حيث الأرواح تُزْهَق في أيّ وقت بطرق وأساليب فظيعة ، أنْ يقول أنّ ما يقع في هذه البلدان يشبه(يشبه فقط) حروب إبادة. أكثر من هذا، وقي عزّ عملية «الرصاص المصبوب» التي قامت بها اسرائيل على قطاع غزة ، لم يتجرّأ مراسلو «الجزيرة» ومبعوثوها إلى القطاع على وصف ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلية بأنها حرب إبادة للفلسطينيين. إذا كانت تظاهرة أو أحداث شغب وقعت في مدينة العيون المغربية سُمِّيَت ظلماً وبهتانا ب«حرب إبادة»، فماذا نسمي الحرب (بالأسلحة الثقيلة من فضلكم) التي تظهر وتختفي بين الجيش الجزائري والمسلحين المنتشرين في كل مكان بالجزائر؟ وماذا نقول عن المواجهات العنيفة التي حَوَّلَت العراق إلى ساحة حرب؟ وبماذا تُوصَف العمليات الدموية الرهيبة التي تعرفها الصومال كل يوم؟ وبماذا تُنْعَث المواجهات والتظاهرات اليومية في اليمن ؟ والحرب المسترسلة طيلة سنوات في السودان الذي طَبَّلَ لِفَصْلً جنوبه عن شماله الذين في قلوبهم «إنّ وأخواتها» المصابون بداء الانفصام ولا يرتاحون إلاّ حين حصول الانفصال. أما ما يقع في أفغانستان وباكستان من حروب يَشِيبُ لها الولدان، فنترك للجهاز الدافع للكذب في قناة «الجزيرة» حرية التصرف والوصف؛ كما نترك له حرية تكذيب هذا الكذب : لقد عطّلت القناة المذكورة ، عن عمد وسابق إصرار، تسليط أضواء كاميراتها عن الاشتباكات بين السكان المغاربة وعناصر الأمن الإسباني في مليلية المغربية المحتلة. وحين تحدثت عن الوضع ، باقتضاب شديد، قالت إن مواجهات وقعت «بين المسلمين والشرطة الإسبانية في مليلية»!!! وتحاشت عن عمد دائما ذِكْرَ المغاربة، كما لم تشر إلى أن مليلية مدينة مغربية محتلة من طرف اسبانيا. هذه هي المهنية والاحترافية وإلاّ فلا.. لقد تبيّن الرُّشْد من الْغَيِّ. [email protected]