بعد أسبوع من سقوط بغداد تحت الاحتلال الأمريكي، أخذت الصورة تتضح حول ماجرى مساء يوم الإثنين وصباح يوم الثلاثاء، الذي سبق عملية دخول بغداد من طرف القوات الأمريكية الغازية، حيث توصلت التجديد من مصادر مطلعة برواية مدققة عن مصدر من الحرس الخاص لصدام حسين تمكن من النجاة، عرض فيها وقائع المعركة الأخيرة لبغداد، والتي سطرت من خلالها ملحمة بطولية في المقاومة والاستشهاد. بعد المعركة الأولى للمطار، والتي كانت ليلة السبت 5 أبريل 2003، واستمرار القتال في المجال الجغرافي للمطار، والذي يبعد بحوالي عشرين كيلومترا عن المدينة، تهيأ الجيش العراقي لمعركة فاصلة لصد الغزاة يوم الإثنين 7 أبريل 2003، قام صدام حسين بمعية ابنيه بقيادتها بنفسه، وشاركت فيها قوات قوامها ما يقدرب 24 ألف مقاتل من الحرس الجمهوري في منطقة المطار، وأمام العجز العسكري الأمريكي عن صدها بالوسائل التقليدية، لجأت قوات العدوان إلى استعمال أسلحة إبادة محظورة دوليا للفتك الشامل بالقوات العراقية وتدمير الأسلحة الموجودة، مما أدى لإبادة مختلف من شارك في العملية القتالية، بمن فيهم صدام حسين وعدد كبير من القيادات العسكرية والسياسية لحزب البعث، مع نجاة وزير الإعلام سعيد الصحاف. وقد ذكر المصدر أن صدام حسين قتل أثناء إدارته لاجتماع إبان المعركة على الساعة الواحدة زوالا يوم الإثنين 8 أبريل، وفي الوقت نفسه عمدت قوات العدوان إلى جلب أنظار العالم إلى متابعة تطورات قصف الصحفيين واغتيالهم، حتى تغطي عن المعركة الحاسمة الجارية في منطقة المطار، واعتبارا لذلك لم تتمكن قوات الغزو من دخول بغداد إلا من المنطقة المقابلة لمنطقة المطار، حيث دخلت من منطقة الدورة. وفي موضوع ذي صلة أفادت وكالة "نيوزأرشيف"، نقلا عن قناة العالم، أن المعارض العراقى "أحمد عبد الجبار الكبيسي"، رئيس التحالف الوطني العراقي، اتهم قوات العدوان الأمريكي بتنفيذ عملية إبادة لنحو 100 ألف عراقى ما بين مدنيين وعسكريين بالقرب من مطار صدام الدولي، وقال الكبيسي، الذى يعتبر أحد رموز المعارضة العراقية، فى حديث لقناة العالم الفضائية مساء يوم الأحد الماضي "إن القوات الأمريكية قامت ليلة الإثنين 7 أبريل 2003 بضرب العامرية والزيدية ومنطقة كرادة مريم، بالقرب من مطار صدام حسين الدولي بأسلحة دمار شامل غامضة "، وأضاف الكبيسي أن قوات العدوان منعت المواطنين ووسائل الإعلام من دخول تلك المناطق يومي الثلاثاء والأربعاء وحتى مساء الخميس، وذلك حتى تنتهي من إزالة آثار العدوان . وتابع الكبيسي أن القوات الأمريكية قامت يوم الثلاثاء 8 أبريل بقصف فندق فلسطين وقناة الجزيرة، وحاصرت مقر قناة أبوظبي، الذي يفصله عن مكان الجريمة كيلو متر واحد، حتى لا يشاهد العالم جريمتهم الشنعاء . وتقدم هذه الراوية تفسيرا معقولا لمجموعة من التطورات التي تتالت منذ دخول قوات الاحتلال إلى بغداد يوم الثلاثاء 9 أبريل، ومن هذه التطورات الأخبار المتداولة عن انتشار أمراض غريبة في منطقة بغداد، واستسلام المستشار العلمي لصدام حسين، عامر السعدي، حيث يستغرب تركه خارج الصفقة، وعدم التمكن من فتح المطار واستعماله إلا يوم السبت 13 أبريل، أي بعد مرور خمسة أيام على عملية احتلال بغداد، هذا في الوقت الذي سادت فيه نظرية الصفقة الخيانية كتبرير للانهيار المفاجئ الذي حصل لبغداد، وهي نظرية أخذت تكذبها الوقائع، وآخرها إلقاء القبض على الأخ غير الشقيق لصدام حسين، والتمهيد لشن حرب عدوانية جديدة ضد سوريا. م.خ.