لا زال جمهور النادي القنيطري لكرة القدم والمسيرون وكافة مكونات النادي تحت وقع الصدمة بعد الإقصاء من منافسات كأس العرش إثر هزيمة الفريق أمام المغرب الفاسي السبت الأخير بالبيضاء . فقد كانت جماهير القنيطرة تواقة للتأهل الى النهاية أملا في الفوز بالكأس كما فعل النادي قبل 30 سنة وتحديدا سنة 1961 .. لكن الخيبة كانت قوية وسط الجمهور الذي حج الى البيضاء بكثافة لتشجيع فريقه.. وما تمت معاينته ومشاهدته يدعو الى الدهشة والإعجاب في ذات الوقت. ففي إطار الإستعداد لحضور هذه المباراة الحاسمة ، عبأت الجماهير الرياضية المحبة للنادي القنيطري خصوصا جمهور « حلالة « المئات الكثيرة من أنصارها الذين بذلوا جهودا كبيرة لتوفير النقود والنقل وبعضهم تحمل الجوع لقلة ما باليد من أجل ان يكونوا في الموعد الى جانب فريقهم ..وفي نظام وانضباط توجهت الى البيضاء صباح السبت يوم النزال ،عشرات الحافلات والسيارات محملة بمئات الأنصار والمشجعين من مختلف الأعمارحاملين معهم كل ما يدل على انتمائهم للنادي من أقمصة وأعلام وقبعات ولافتات بألوانها الخضراء وشعارات النادي .وقدموا خلال المباراة لوحات جميلة ورائعة في التشجيع والدعم أشعلت الحماس والحرارة في مدرجات مركب محمد الخامس ،بل ان أحد المشجعين لم يتمالك نفسه من فرط فرحته بهدف السبق الذي سجله هشام العروي فسقط من على المدرجات وأصيب على إثرذلك بكسر في كلتا يديه .. لكن نهاية المباراة كانت مخالفة لبدايتها ،فقد أظهر جمهور القنيطرة شتى تعابير الحزن والإنكساروالحسرة ، وحل البكاء محل الفرحة والخيبة محل الأمل ،وكانت العودة صعبة جدا لكنها كانت خالية من أي عمل تخريبي أو شغب ،كما لوحظ ذلك خلال أطوار المباراة ،وأعطى بذلك جمهور النادي درسا في الإنضباط والأخلاق .. ولم يكن الإقصاء بلا أثر على نفسية ربان الفريق أوسكار فيلوني الذي كان هو أيضا يحلم بأن يحقق مع الكاك الفوز بالكأس ليضيفه الى الألقاب التي حصل عليها مع أندية أخرى .اللاعبون أيضا لم يتقبلوا الهزيمة وشعروا بخيبة كبيرة ،لأنهم لم يتمكنوا من إرضاء جمهورهم ،رغم انهم حققوا إنجازا مهما ببلوغ نصف النهاية ،واستطاعوا التغلب على أندية قوية في ساحة كرة القدم الوطنية رغم المشاكل والأزمات التي يجتازها النادي ،وهو ما انعكس على تحضيراتهم للمباراة التي سيخوضونها يوم السبت القادم ضد الدفاع الجديدي ،فلم يحضر التداريب التي جرت أول أمس الإثنين سوى ثمانية لاعبين في حين غابت عنها العناصر الأساسية في الفريق أمثال برواس عميد الفريق، لعروبي ،العروي ،بيات ..لكن أخطر ما تمخضت عنه الهزيمة والإقصاء هو تلويح المكتب المسير برمته بتخليه عن دفة التسيير في النادي ، وأكد مصدر مطلع ان الأخيرسيقدم إستقالته يومه الأربعاء ، وحسب نفس المصدر فقد برر المسؤولون موقفهم بغياب الإمكانيات والشتم الذي يتعرض له رئيس النادي من طرف فصيل من الجمهور ..لكن محللين ومتتبعين لمسيرة الكاك يفسرون ردود فعل المكتب المسيربالوضعية التي يوجد عليها النادي ،والتي وصفوها بالباب المسدود ،فالرهان على الكأس لم يعد قائما وذهب مع الريح ،كما ان الفريق يقبع في مؤخرة الترتيب في منافسات البطولة، وليس هناك من آفاق أو بصيص أمل يدفع الى الإعتقاد بصمود النادي في بحر البطولة المتلاطم والخروج الى برالأمان .. وما يؤجج الأزمة في بيت النادي مواصلة الأطراف المتنازعة داخله بالتشبت بالإحتكام الى القضاء .إذ من المقرر ان يكون الأمن استمع يوم أمس الثلاثاء الى السايسي مولاي ادريس بعد ما استمع في أوقات سابقة الى كل من محمد القصري وعبد السلام بيروك وكلهم نواب رئيس النادي ،في شأن تهم موجهة لهم من طرف مسؤولي النادي حول انتحال صفة بتأسيس اللجنة المؤقتة لتسييرالنادي ،واتهامات أخرى بالشتم والتحريض ..وفي المقابل ستعقد المحكمة الإبتدائية جلستها يومه الأربعاء للنظر في الدعوى القضائية المرفوعة ضد رئيس النادي نفسه ،والتي تطعن في شرعية الجمع العام العادي والجمع العام الإستثنائي الذين انبثق عنهما المكتب المسير الحالي ..ومن المرتقب أيضا ان يقدم الخبير المحاسباتي الذي عينته المحكمة الإبتدائية للتحقيق في تدبير مالية النادي خلال السنوات الثلاث الأخيرة تقريره الى المحكمة بعد أن رفض رئيس النادي الحضور الى مكتبه في الآجال المحددة ..والخلاصة ان الكاك ، الفريق العريق صاحب الأمجاد يوجد راهنا في مفترق الطرق وفي أزمة غير مسبوقة ، أهم عناوينها تراجع في الأداء والنتائج ،جمهوركبير عاشق لناديه لكنه غاضب ،مسيرون مرتبكون ويهددون بالإستقالة ، وقضايا في ردهات المحاكم ..فهل من منقد ؟؟