ذكرت «حركة الشاي» الحزبين الأميركيين الرئيسيين الديمقراطي والجمهوري، رغم أن الأخير هو حليفها وترشح نوابها عن طريقه، بأنها تيار يحسب له حساب. فرغم نتائج متباينة حققتها الحركة في انتخابات التجديد النصفي، أثبتت مع ذلك وجودها قوة منافسة تدعو إلى تقليص الإنفاق لوقف تضخم الدين العام، وإلى الحد من سلطات الحكومة الفدرالية. واسترد الجمهوريون -بعد انتخابات التجديد النصفي الأخيرة - السيطرة على مجلس النواب، لكنهم عجزوا عن السيطرة على مجلس الشيوخ، وكان لاستنادهم إلى مرشحين من «حركة الشاي» دور هام في بعض النتائج الجيدة. ورغم أن «حركة الشاي» سجّلت أيضا خسائر في ولايات رئيسية كنيفادا وديلاوار، فاز اثنان على الأقل من أعضائها بسباقين رئيسيين مرشحيْن عن الحزب الجمهوري، وإنْ بحملة انتخابية تميل أكثر نحو اليمين المتشدد. وفي خطاب الفوز، قال راند بول «جئنا لنسترد حكومتنا»، وتحدث عن «موجة عاتية» تبعث رسالة إلى واشنطن» تحمل مطالب بإرساء «نظام جبائي سليم وحكومة دستورية وميزانيات متزنة». وقال «جئنا لنسترد حكومتنا»، ودعا حزبه الجمهوري إلى ألا يضيّع «فرصة ثانية» سنحت له ليحسن أداءه بهذه النواة الصلبة من المحافظين. وحذر السيناتور جيم دومينت في خطاب الفوز في ساوث كارولينا من أن حزبه الجمهوري مهدد بالانهيار التام إن لم يعرف كيف يلوذ بالمبادئ اليمينية المحافظة. ورغم أن «حركة الشاي» نبعت من الحزب الجمهوري (لكن إلى اليمين المتشدد منه) فإن بعض الجمهوريين حذروا منها، مثلهم في ذلك مثل خصومهم الديمقراطيين، تماما كما حمّل بعض أعضاء الحزبين الرئيسيين معها مسؤولية الأزمة في الولاياتالمتحدة، وهو حال ماركو روبيو مثلا. ويرى بعض المحافظين أن «حركة الشاي» متشددة، وآخرون أنها أضرت بحظوظ الجمهوريين في بعض الولايات، كما أن هناك مخاوف من أن تجعل الحزب الجمهوري ينقسم على نفسه. ودعت نائبة المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية السابقة ، سارا بالين -التي قد تكون منافسا لباراك أوباما في انتخابات 2012- في لقاء مع فوكس نيوز، إلى وحدة الجمهوريين، وقالت إنه «حان الوقت لنعمل على تحقيق الوحدة». يذكر أن مقت الحركة للحلول الوسط وهجماتها الشرسة على أجندة أوباما ، جعل كثيرين يخشون انسدادا في الكونغرس السنوات القادمة.