قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن الهند تدرس إمكانية إبرام صفقة بقيمة 11 مليار دولار لشراء 126 طائرة مقاتلة متعددة الأدوار من الولاياتالمتحدة، لتحديث أسلحة قواتها الجوية العتيقة الطراز وتعزيز قدراتها الدفاعية في مواجهة باكستان والصين. وذكرت الصحيفة ، نقلا عن مسؤولين هنود كبار، أن هذه الخطوة تنم عن رغبة نيودلهي في إقامة شراكة دفاعية أوثق مع واشنطن، واهتمام متزايد من جانبها بالمنتجات العسكرية الأميركية من أجل تأمين حدودها ومصالحها. وتتنافس ست شركات أجنبية على بيع المقاتلات للهند ، ومن بينها شركتا لوكهيد مارتن، وبوينغ الأميركيتان. وتعتبر الهند إحدى أكبر الدول في أسواق السلاح العالمية ، حيث تبلغ ميزانيتها العسكرية نحو 32 مليار دولار، وتحتل المركز الثالث في الإنفاق العسكري بعد روسيا والصين. كما تملك ثالث أكبر جيش في العالم وقوامه 1.1 مليون جندي. وستستضيف نيودلهي، الشهر المقبل، الرئيس الأميركي باراك أوباما، ثم الرئيسين الفرنسي نيكولا ساركوزي، والروسي ديمتري ميدفيدف. ويقول مسؤولون هنود كبار -لم تذكر الصحيفة أسماءهم- إن التعاون العسكري وشراء المعدات، عنصر أساسي في الحوار الإستراتيجي بين نيودلهي وواشنطن. ويرى هؤلاء أن شراء معدات عسكرية من الولاياتالمتحدة ينطوي على أهمية للاقتصاد الأميركي في هذا الوقت الذي يستوجب على إدارة أوباما خلق وظائف للتغلب على أزمة البطالة. ولا يتوقع العارفون بإجراءات تقديم العروض لبيع المقاتلات اتخاذ أي قرار بشأن منح العقود قبل منتصف العام 2011. على أن مدى جاذبية العروض الأميركية قد تتأثر إذا لم تكن الهند ترغب في إبرام اتفاقيات فنية مع الولاياتالمتحدة تسمح بنقل تقنيات الملاحة والتهديف. وأعرب بعض المسؤولين الهنود عن ارتيابهم إزاء امتلاك الهند أجهزة تتواءم خصائصها مع النظم الأميركية، خشية أن يكون ذلك مدعاة لانحياز أوثق إلى جانب واشنطن. وقد ظلت المبيعات العسكرية الأميركية إلى الهند تشهد زيادة مطردة، حيث قال وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، إن قرارات نيودلهي بشأنها لا تتعلق بالمعدات فحسب وإنما بالعلاقات بين البلدين أيضا.