استقبل كل من الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، والطيب الشرقاوي، وزير الداخلية، أمس الاثنين على الساعة العاشرة والنصف، كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، المكلف بالصحراء، بمقر وزارة الخارجية المغربية. ولم تتسرب معطيات حول فحوى المباحثات التي أجراها الوزيران المغربيان، ولا اقتراحات روس، لاستئناف المفاوضات، إذ فضل المعنيون بالأمر، عدم الادلاء بتصريحات لوسائل الاعلام، التي كانت حاضرة بكثافة، خاصة الناطقة بالعربية والفرنسية، وصحافية واحدة إسبانية، وهو ما يثير أكثر من علامة استفهام. وجاء ت زيارة روس إلى الرباط أمس، بعد إنهائه لجولته في المنطقة المغاربية، إذ سبق وأن زارالأحد ما قبل الماضي، الجزائر، المسؤولة الأولى عن مشكلة الصحراء، ومحركة دواليبها في هيئة الأممالمتحدة، كما زار مخيمات تندوف، للالتقاء بقادة جبهة البوليساريو الانفصالية، وأيضا أجرى مباحثات مع قادة موريتانيا. وينتظر أن يستقبل جلالة الملك محمد السادس، زوال أمس الاثنين، كريستوفر روس، لبحث موضوع الصحراء. وكان قادة الجزائر والبوليساريو، صرحوا أن روس اقترح عليهم استئناف المفاوضات مع المغرب بداية شهر نوفمبر، دون أن تتسرب معطيات حول ما إذا كانت الجزائر قد تغير موقفها وتلعب دورا محوريا في إحلال السلام بمنطقة شمال إفريقيا ، كما سبق وعبر عن ذلك، جيفري فلتمان، مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، في مؤتمر صحافي عقده بالرباط، إذ لو قبلت الجزائر مقترح الحكم الذاتي الذي يمنح صلاحيات واسعة لسكان الصحراء لتدبير شؤونهم بأنفسهم عبر برلمان محلي منتخب، تنبثق عنه حكومة، وذلك في ظل سيادة المغرب على كافة أراضيه، لتم حل المشكل بصفة نهائية، وجنب المنطقة المغاربية، فرضية عدم الاستقرار، خاصة بعد تنامي نفوذ المنظمات الإجرامية الدولية، من تنظيم القاعدة، والمتاجرين في البشر، والمخدرات، والمهربين للسلع والأسلحة، في منطقة الساحل والصحراء. و كان بان كي قد دعا قبل أيام الى بناء أجواء الثقة بين المغرب والجزائر، و أكد مواصلة جهوده لإقرار حل سياسي للنزاع وفق قرارات الشرعية الدولية. و جريا على عادتها حاولت الجزائر إفشال مهمة روس بالرباط حيث تحدث وزير خارجيتها مدلسي عن ما زعم أنه "عراقيل خطيرة تعترض مسار تصفية الاستعمار في الصحراء." وكان المغرب وجبهة البوليساريو، والجزائر عقدوا تحت إشراف الأممالمتحدة، أربع جولات من المفاوضات المباشرة منذ سنة 2007 ، ولقا ءين غير مباشرين، لم يسفرأي لقاء على أية نتيجة تذكر، حيث ظلت الجزائر والبوليساريو، متشبتتان، بموقفهما المتجاوز، فيما اقترح المغرب حلا عمليا، لا غالب ولا مغلوب، يتم بموجبه منح سكان الصحراء حق تسيير شؤونهم بأنفسهم في ظل سيادة المغرب على أراضيه، وهو المقترح الذي وصفه المنتظم الدولي " بالجدي، وذي مصداقية"، كونه حلا سياسيا واقعيا، فيما خيار الاستقلال، قرارغير واقعي، على حد تعبير بيتر فالسوم، المبعوث السابق للأمين العام الأممي في الصحراء.