حذرت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا من التدخل في شؤون المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، في وقت أعرب فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن قلقه الشديد جراء ارتفاع وتيرة التوترات السياسية في لبنان. وقال بروك أندرسون، نائب المندوبة الأميركية لدى الأممالمتحدة في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، إن واشنطن تساند مساندة كاملة سعي الأمين العام للمنظمة الدولية للمضي قدما في إجراء المحاكمة رغم المخاوف من وقوع حوادث عنف، وشدد على ضرورة عدم السماح للمحاولات الرامية للتهوين من شأن أعمال المحكمة أو عرقلتها أو تأخيرها، واتهم من ينغمس في هذه المحاولات بعدم الاهتمام بمصالح لبنان أو العدالة. وعبر المندوب البريطاني، ليال غرانت، عن وجهة نظر مماثلة لأندرسون، وقال إن بلاده تشعر بقلق من تزايد التصريحات الرامية إلى تقويض المحكمة الخاصة بلبنان، وطالب بالسماح لهذه المحكمة بمواصلة عملها دونما عوائق. أما المندوب الفرنسي، جيرار أرو، فقال إن باريس تشعر بقلق من التوترات الحالية، ولاسيما فيما يتعلق بالمحكمة الخاصة بلبنان. وقال المندوب الروسي، فيتالي تشوركين، إنه يجب عدم تسييس عمل المحكمة. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن، طلب ألا ينشر اسمه، إن هذه التصريحات موجهة فيما يبدو بوضوح إلى سوريا وحزب الله. وفي نيويورك أيضا ; أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه الشديد جراء ارتفاع وتيرة التوترات السياسية في لبنان في الفترة الأخيرة، وحذر من أن هذا البلد يشهد حاليا مناخا محليا من عدم اليقين والهشاشة قد يتسبب بعدم استقرار جديد في المنطقة. وفي تقريره لمجلس الأمن حول تنفيذ قرار المجلس رقم 1559، دعا «بان» القوى الإقليمية لعدم التدخل في شؤون لبنان، كما دعا إسرائيل لوقف انتهاك الأجواء اللبنانية والانسحاب من قرية الغجر. وحث بان كل أصدقاء لبنان والدول المجاورة على لعب "دور بناء" في دعم حكومة وحدة وطنية في لبنان بحسن نية، وقال إنه لا يزال يدرك تماما أن اجتماع انعدام الثقة بين الأطراف مع استمرار وجود المليشيات يمكن أن يؤدي إلى توترات وربما انعدام الأمن وعدم الاستقرار في لبنان وخارجه. وشدد «بان» على ضرورة عدم استخدام لبنان نقطة انطلاق لمزيد من التطلعات الإقليمية أو لتعزيز الصراع، وجدد دعوته لحزب الله لاستكمال التحول إلى حزب سياسي ونزع سلاحه.