تعمدت الجزائر و قيادة البوليساريو المناورة من جديد للتملص من مسؤولياتهما الثابتة عن الوضع الغامض الذي يعيشه المناضل الوحدوي مصطفى سلمى ولد سيدي مولود في الوقت الذي يقوم به المبعوث الأممي كريستوفر روس الى المنطقة بحثا عن سبل تحريك وضع الجمود في مسلسل التسوية الأممية لملف الصحراء . فقد نقلت جريدة الخبر عن ما يسمى بوزير خارجية الجمهورية الوهمية بتندوف قوله بأن مصطفى سلمى يوجد حاليا ببلدة المهيريز بالمنطقة العازلة مع موريتانيا وزعم أن قائد شرطة البوليساريو يتحكم لوحده في مصيره و أنه في إتصال مباشر مع المفوضية السامية للاجئين و يملك قرار نفسه . على أن القائد الانفصالي كذب نفسه في نفس التصريح المنشور البارحة بعدد جريدة الخبر حين أضاف أن المعني بالأمر يوجد بالمهيريز تحت الحراسة في انتظار أن يقرر الى أين يريد الذهاب ، و هوما يعني أن مصطفى ولد سلمى لازال قيد الاقامة المحروسة أو الجبرية في الوقت الذي تتضارب فيه المعلومات في شأن مصير المناضل الوحدوي ما بين معلومات تفيد أنه معتقل بتيفاريتي و أخرى تؤكد أنه رهن الرعاية الصحية بمستشفى جزائري ، في انتظار إخفاء آثار التعذيب الذي تعرض له خلال فترة استنطاقه من طرف ضباط جزائريين وجلادين إنفصاليين . الى ذلك و في الوقت الذي تنفي فيه أسرة ولد سلمى توفرها على أي معلومات تفيد سلامته الجسدية و النفسية طالب أعضاء بالبرلمان الأوروبي الجزائر بوضع حد للحالة الانسانية الغامضة لمصطفى ولد سيدي مولود ، و اعتبروا استمرار اعتقاله وعزله عن العالم الخارجي في الأراضي الجزائرية لمجرد إبدائه لرأيه الداعم لمقترح الحكم الذاتي بالأمر غير المقبول و طالبوا بالتعجيل باطلاق سراحه . الى ذلك و بالجزائرائر بدا المبعوث الأممي المكلف بملف الصحراء متشائما من مصير ملف النزاع بالصحراء مباشرة بعد لقائه بالرئيس الجزائري بوتفليقة أول أمس الاثنين وقال روس في تصريح للصحافيين عقب محادثاته مع المسؤولين الجزائريين إن استمرار الوضع القائم في الصحراء على ما هو عليه اليوم أمر لا يمكن تحمله والدفاع عنه على المدى الطويل". وناشد "روس" طرفي النزاع لكي يبرهنا عن إرادة سياسية لتجاوز المأزق الذي وصله نزاع الصحراء محذرا من عواقبه وتكاليفه الباهظة في حال استمراره، دون أن يوضح المبعوث ألأممي طبيعة تلك العواقب. و أفصح روس عن الغاية من زيارته الحالية، وهي الرابعة لدول المنطقة،حيث أبرز أنها تهدف إلى تجاوز الصعوبات القائمة ، لاستئناف المباحثات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، التي انطلقت عام 2007 برعاية الأممالمتحدة. وحث روس الطرفين على التفاوض، بدون شروط مسبقة وبثقة فيما بينهما، من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم يقبله الطرفان. هذا و في سياق الدعم الدولي المسترسل لمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل سياسي للنزاع أكد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط السيد جيفري فيلتمان، أن المغرب، بفضل مقترحه للحكم الذاتي بالصحراء، الذي وصفه ب`"الجدي وذي المصداقية"، "خطا خطوة" من أجل تسوية النزاع حول الصحراء. وقال السيد فيلتمان، خلال ندوة صحفية عقدت أمس الاثنين بالرباط، "إن المغرب خطا خطوة بمقترح جدي وذي مصداقية" للتوصل إلى حل سلمي ودائم ومتفاوض بشأنه للنزاع حول الصحراء. يذكر أن قصاصة لوكالة الأنباء الاسبانية إيفي كانت قد فضحت ما وصفته باختلاف و تناقضات قيادة الانفصاليين في شأن التعامل مع مستجدات ملف الصحراء المغربية . وكشفت وكالة إيفي أن جبهة البوليساريو نفسها، غير موحدة الرأي بخصوص التعاطي مع المساعي التي يقوم بها "روس" لنفض غبار الجمود عن ملف الصحراء. واستدلت الوكالة الإسبانية على ذلك بالإشارة إلى تصريحات يبدو أنها متناقضة، للأمين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبدالعزيز، الذي لمح إلى العودة لحمل السلاح واستئناف القتال ضد المغرب في حال فشل المفاوضات، في الوقت الذي أعرب رئيس ما يسمى الحكومة الصحراوية عبد القادر طالب عمر، عن تفاؤله بنتائج جولة روس الحالية