ليس غريبا و لا مفاجئا ما صرح به رئيس مجلس مقاطعة يعقوب المنصور المحترم،و الأستاذ الأكاديمي،ونائب الأمين العام لحزب الأصالة و المعاصرة في تصريح ثاني لإذاعة هولندا الدولية الذي نشرته كاملا جريدة العلم الغراء،في حق شريحة مجتمعية مهمة في يعقوب المنصور،وإذا ظهر السبب بطل العجب،فالسيد الرئيس المحترم صرح بنفسه ودون أن يدري انه من الغرباء عن الحي في نفس التصريح،وتحدث عن دوار الكورة،في حين ان الصورة المرفقة بالاستجواب أخذت أمام حي دوار الكرعة وبالضبط قبالة مقر المنطقة الأمنية الجديدة،وقد يكون الأمر التبس على السيد الرئيس في الأسماء كما في أمور كثيرة إستراتيجية كبرى . ولوضع بعض النقط على الحروف أوجه للسيد الرئيس المحترم مجموعة من الوقائع في إطار حوار مسؤول أمام الرأي العام ليجيبنا عنها بروح الديمقراطية التي نعتز اننا تربينا عليها في حزب الاستقلال ونمارسها بدون خوف أو ضغط أو ترهيب. السيد الرئيس المحترم: ألم تصرحوا لوسائل الإعلام مباشرة بعد"انتخابكم" على رأس مجلس مقاطعة يعقوب المنصور أنكم لم تجدوا كرسيا تجلسون عليه، وأنكم ستحرصون على طلب الافتحاص، وستضربون بيد من حديد على يد ناهبي المال العام؟ لن نسائلكم عن سر تراجعكم عن ذلك لأن شرح الواضحات من المفضحات، ألم تصرحوا لإذاعة هولندا الدولية في تصريح سابق عن تصريحكم الثاني- الفضيحة - أنكم عاجزون عن مواجهة الفساد بمقاطعتكم وتطلبون دعم وحماية المجتمع المدني، وأنتم تعلنون النصيحة التي جاءت على لسانكم أنها لموظفي المقاطعة بالتحذير من تناول كأس شاي أو قهوة بمقر المقاطعة؟ مرة أخرى لن نسائلكم عن من هم المفسدون الذين تعجزون عن مواجهتهم، ولماذا لم تفتحوا تحقيقا في خطورة التحذير الموجه لكم من كؤوس الشاي والقهوة، وما علاقة ذلك بغيابكم الطويل عن مقاطعة لازالت تنتظر تنفيذ برنامجكم"التعاقدي" خلال حملتكم الانتخابية،و التي لم تعرف لحد الآن إلا الأوراش الكبرى التي أشرف عليها بصورة شخصية صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله،ومن ضمنها المشروع الإستراتيجي الهام مشروع الكورة الذي يفنذ الكثير مما تحدتم عنه باعتبار المشروع المذكور أنجز قبل وصولكم لرئاسة المقاطعة،ومما يعني أيضا أن يعقوب المنصور لحد الساعة لم تستفد إلا من المبادرات الملكية السامية. ألم تعلنوا عن دورة استثنائية لمجلس المقاطعة لإقالة مستشارين، حكم عليهم بيان كان من بين أبرز موقعيه" أمينكم المحلي" بوقائع خطيرة تدخل في باب التشهير من جهة، وتحل محل القضاء الذين تدعون احترام هيبته ودوره، ومرة أخرى لن نسائلكم عن سر إلغاء هذه الدورة، وأسبابها ومسبباتها، ولعلمكم السيد الرئيس المحترم، فإننا سنكون معكم بكل وضوح في مواجهة كل أنواع الفساد ليس لأنه ليس اختياركم، ولكن لأنه أولا وأخيرا اختيار جوهري في مسار وطننا، فيه توجيهات ملكية صارمة، ومعطيات على الأرض كانت رسائلها واضحة وضوح الشمس من صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله،اتجاه المفسدين أيا كانت مواقعهم وصفاتهم. وقد كان الرأي العام بيعقوب المنصور ينتظر ما ستقدمون عليه بعد الحكم على احد موظفي المقاطعة،وعلاقة ذلك بالذين كانوا وراء هذه الفضيحة،كما في فضائح أخرى على إمتداد 26سنة من تدبيرهم السيئ لشؤون الجماعة منذ أن كانت بلدية إلى أن أصبحت مقاطعة،و التي يعرفها سكان يعقوب المنصور جيدا،وتابعوا فصولها المثيرة بدقة،ولم يكن آخرها قضية الإستلاء لمدة طويلة على ملك عام أقيم عليه مصنع مواد ضارة بالسكان في نهاية شارع السلام ، و الذي هدم تحت ضغط احتجاجات الساكنة قبل إستحقاقات2007 بفعل مساندة القوى الحقيقية وفي مقدمتها حزب الاستقلال،ولكم ان تبحثوا السيد الرئيس المحترم في أي لائحة ترشح هذا النوع من الذين يتجاوزون القانون،كما نطلب منكم أن تبحثوا في أي لائحة ترشح أصحاب صفقة بناء سوق دوار الكرعة بكل فضائحها،وعن المسؤولين عن إقبار فريق ذو تاريخ اسمه الهلال الرباطي ، ومن يتصرف بدون رقابة في أموال ملعب اتحاد يعقوب المنصور والميزانيات الضخمة التي استنزفت لصالح مستشار مسؤول عن الملعب ، وعن الفريق وعن كل شيء من ميزانية هذه الجماعة حينما كانت بلدية إلى أن تحولت إلى مقاطعة، هذا ما كان يجب أن تبحثوا فيه السيد الرئيس المحترم وأنتم المولعون بالبحث في التقارير والتصاريح، عوض البحث عن قرون وسطى لا توجد مع الأسف إلا في مخيلتكم اتجاه حي مقاوم عرف بالمجاهدين الكبار ، ومناضلين أفذاذ من كل الأطياف السياسية الحقيقية ، وكفاءات وأطر عليا في مختلف الإدارات والمجالات الحقوقية والفنية والصحافية والرياضية كلهم يفتخرون بانتمائهم لدوار الكورة ، ودوار الكرعة، وجميع أحياء يعقوب المنصور الطاهرة وليست العاهرة ، والتي لا توجد فيها الكثير من الأوصاف التي ضمنتموها تصريحكم الفضيحة مرة ثانية لإذاعة هولندا الدولية مما يطرح سؤالا عريضا لماذا هذه الإذاعة بالذات ، التي عرفت دفاعا مستميتا للصحفية التي أجرت الاستجواب عن أوصافكم غير المقبولة اتجاه مواطنات ومواطنين استهدفوا في كرامتهم وعزتهم وتاريخهم . السيد الرئيس المحترم حرصت على تذكيركم بنماذج قليلة توضح التناقض الذي يطبع ممارستكم في نقاش وتحليل تدبير الشأن العام، والنماذج كثيرة في مجلس المقاطعة الذي تشرفون عليه، والذي يعتبر صورة لنوعية الممارسة، ومجالا ميدانيا حقيقيا لتطبيق القانون واحترامه، والابتعاد عن العبثية الحقيقية التي قد تجعلنا نرتضي لأنفسنا ما نعيبه على الآخرين ، لأن الممارسة السياسية متكاملة على مستوى المراقبة الشعبية، وتدبير الشأن العام صورته الحقيقية هي تدبير الشأن المحلي في المقام الأول ، ولن نحتاج إلى تذكيركم بتجربة طنجة الحالية التي تعتبر فضيحة بكل المقاييس في مجال الاستهتار بالتدبير المحلي ولا تحتاج إلى كثير من التعليق. السيد الرئيس المحترم أتمنى لكم بعد مجهودكم المضني في إفادتنا بالعديد من المتناقضات التي أصبحت سمة الواقع السياسي اليوم التوفيق في مهامكم الجسيمة، واستحضار مضامين الخطب الملكية السامية ، ومن ضمنها الخطاب الملكي السامي في افتتاح الدورة الحالية من خلال قراءة متأنية لحصيلة الذات، وكما يقولون" ليس عيبا أن نخطأ ولكن العيب أن نظل نكرر نفس الخطأ"، وأهديكم السيد الرئيس البيت الشعري الشهير للشاعر المتميز أبو الطيب المتنبي الذي يقول فيه : لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم"