تم في إطار الاحتفاء بمرور 400 سنة على العلاقات الاقتصادية المغربية الهولندية تنظيم ندوة علمية بمدينة الدارالبيضاء حول الماء أطرها خبراء مغاربة وهولنديون متخصصون في تدبير الموارد المائية. وقدم مجيد بنبية المدير العام للماء بكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة عرضا تمحور حول المحاور الستة في الاستراتيجية المائية أوضح من خلالها أن هناك 400 موقع مهدد بالفيضان بالمغرب لذلك فإن الاستراتيجية الوطنية للماء أخذت في اعتبارها مجالات متنوعة للتدخل تهم تدبير الماء وترشيد استعماله وتعبئة التساقطات المطرية والحماية من المخاطر والفيضانات ومحاربة التصحر ومواصلة تنفيذ التشريعات حول الماء، وتحديث وسائل الاتصال وتطوير البحث والكفاءات الهندسية الوطنية وتحديث الإدارة. وتطرقت آن ماري موتر مديرة جهوية للماء والحواجز المائية بهولندة إلى التعاون بين القطاع العام والخاص وسبل تعبئة التمويلات لتدبير الفيضانات حيث توجد ربع المساحة الجغرافية الهولندية تحت مستوى البحر، إضافة إلى الكثافة السكانية في الحواضر، لذلك وجب البحث على حد تعبيرها وباستعجال عن الحلول الآنية والمستقبلية لمواجهة التقلبات الطقسية والمتغيرات الديمغرافية بتنسيق مع شركات الإنشاءات وهيئة المهندسين. وتحدثت في عرضها عن برنامج دلتا الذي يروم وضع خطط تدبير الماء وحماية الساحل خلال العقود المقبلة وبشكل استباقي. وأكد نبيل مصلح مدير التعاون والتواصل بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب أن المكتب يزود 80 في المائة من الساكنة بالماء الشروب محددا معدل الولوج الى الشبكة المائية في الوسط القروي في 89 في المائة، وفي الوسط الحضري ب 100 في المائة وفي الوسط الحضري ب 100 في المائة، مضيفا أن المكتب استثمر في 2009 400 مليون أورو. بينما يتوقع بين 2011 و 2015 استثمار 1.7 مليار أورو، ليؤكد أن المكتب لديه 1.4 مليون منخرط في شبكة الماء الشروب، إثر ذلك تحدث عن التجهيزات اللوجستيكية للمكتب ودور الوحدات المنتقلة والمختبرات، ليختم مداخلته بطبيعة شراكات المكبت الوطني للماء الصالح للشرب بفرنسا والبرتغال وبلجيكا وإسبانيا وهولندة وببلدان المغرب العربي وجنوب الصحراء، غيرارد روندبيرغ، مدير واترنيت المكلفة بالماء في هولندة أوضح أن هذه الهيئة العمومية هي الأولى في هولندة وهي مكلفة بتزويد الماء الشروب ومعالجة المياه العادمة وتعبئة المياه السطحية وتدبير الحواجز المائية الهادفة الى الحماية من ارتفاع منسوب الماء. وبعد ذلك تطرق الى مبادئ الماء كما أقرتها الأممالمتحدة والهادفة الى تأمين الغذاء ومحاربة الفقر وحفظ الصحة والاستقرار الاقتصادي. وقال إن هدف واترنيت هو تأمين خدمات جيدة وتصريف الخبرة والمساعدة التقنية في مجال تدبير امياه لتحقيق أهداف الألفية، لينوه بطبيعة الشراكة مع الجانب المغربي وخاصة حوض اللوكوس والمدرسة المحمدية للمهندسين. وقال عبد المجيد بن أومغار مدير قسم الماء بوزارة الداخلية في عرضه حول البرنامج الوطني للتطهير السائل إن التدهور البيئي كان يكلف 4,3 مليار درهم وحدد مخططا التطهير ضرورة استثمار 60 مليار درهم حيث أضحت معالجة المياه العادمة في مقدمة الانشغالات، مضيفا أن هذا المخطط يهم 330 جماعي، وأوضح أن الأشغال انتهت في 53 مقاطعة لتصبح مزودة بمحطات معالجة فضلا عن إرساء مبدإ الملوث. مؤدي. وأكدت مانون نجير خبيرة في المياه العادمة أن مدينة أمستردام تتوفر على 12 محطة معالجة، وأن النفايات الصلبة تخضع للتدوير من أجل إعادة استعمالها في إنتاج الطاقة النظيفة وتسخين المياه، مضيفة أن مع مرور السنوات ورغم ارتفاع الطلب على استهلاك الطاقة مكنت هذه التقنية من تفوق العرض الطاقي على الطلب الاستهلاكي مما خول مدينة أمستردام اكتفاء ذاتيا في إنتاج الطاقة المستدامة، والتوفر على محطات معالجة ذات معدل تلويث محدود حيث تخضع لمعايير إيكولوجية أروبية وخاصة استعمال مصفاة ذات تكنولوجيا متطورة وعزل النتروجين والفوسفور والمعادن الثقيلة والملوثات العضوية.