أكد السيد عبد الكبير زهود كاتب الدولة المكلف بالماء والبيئة، اليوم الثلاثاء بالدارالبيضاء، أن تدبير مجالي الماء والبيئة يظل أحد الأولويات الوطنية. وأوضح السيد زهود في كلمة تليت بالنيابة عنه خلال ندوة مغربية هولندية نظمت بمناسبة مرور 400 سنة على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، أنه بفضل سياسة السدود، ووضع نظام مؤسساتي وقانوني لتدبير المندمج لموارد المياه، استطاع المغرب أن يكتسب بنية تحتية مهمة للمياه وكذا خبرة في ميادين المياه والبيئة. وأضاف أن هذه السياسة مكنت من سقي 5ر1 مليون هكتار وتأمين ودعم وتعميم المياه الصالحة للشرب، مشيرا إلى أنه في 30 سنة الأخيرة تميز عقدين منها بالجفاف في حين كان التزود بالمياه مؤمنا. وقال إن قطاع المياه لا يزال يواجه العديد من التحديات بما في ذلك ندرتها بسبب تغيرات المناخية وتدهور جودتها، مذكرا أنه لمواجهة هذه الوضعية وضع المغرب سنة 2009 إستراتيجية جديدة للماء وكذا ميثاق وطني للبيئة والتنمية المستدامة. ومن جهة أخرى، ذكر أحد الأطر بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالمناسبة، أن قطاع الماء في صلب جميع الأعمال التنموية، موضحا أن برنامج عمل كلف غلافا بلغ ثلاثة ملايير أورو، منها 5ر2 تم استثمارها لتعزيز وتوطيد البنية التحتية القائمة. وفيما يخص العالم القروي، أضاف أن مسلسل تعميم تزويده بالمياه الصالحة للشرب متواصل، إذ استفاد في هذا الإطار 9ر6 مليون من السكان. ومن جانبه نوه السيد محمد ساجد رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء، بانعقاد هذه التظاهرة التي حضرها رجال أعمال وخبراء وأصحاب القرار والمؤسسات والعديد من الشركات الهولندية المتخصصة في قطاع المياه والتطهير. وأشار في هذا الإطار إلى مشروع تنظيف المنطقة الممتدة بين الدارالبيضاء والمحمدية على مساحة 22 كيلومتر، التي ستنطلق بها الأشغال قريبا بغلاف قدره 4ر1 مليار درهم. ومن جانبه استعرض السيد أحمد بوطالب عمدة مدينة روتردام، الخبرة الواسعة للمدينة في مجال تدبير قطاع المياه، مشيرا إلى أن هذه المدينة الهولندية، التي تتوفر على ميناء يحتل المرتبة الأولى على المستوى الأوربي والثالثة على المستوى العالمي، تقوم ببناء ميناء قادر على استقبال المركبات البحرية الكبيرة. ومن جهة أخرى أبرز سفير هولندا بالمغرب السيد جو فان أجيلين الروابط القوية التي تربط بين البلدين وكذا العلاقات الاقتصادية المتينة التي تجمع بينهما منذ 400 سنة. وأكد أن هذه الندوة تشكل فرصة لتعزيز أكثر للعلاقات الثنائية خاصة بين البلدين في مجال التكنولوجيات المرتبطة بقطاع الماء لإيجاد حلول مبتكرة اقتصادية ودائمة. وتشارك حوالي مائة شركة هولندية متخصصة، في أشغال هذه الندوة التي تتمحور حول عدد من المواضيع منها "الإستراتيجية المغربية لقطاع الماء" و"تدبير الماء والتطهير" و"التغيرات المناخية".