الظاهر أن عفاريت العصابات من الجن الإنسي التي كانت مكتلة في شهر رمضان قد حطمت قيودها وانطلقت الآن تباشر أنشطتها الاجرامية في أحياء وشوارع الدارالبيضاء وهكذا تمكنت شرطة ابن مسيك سيدي عثمان من اعتقال «10» أظناء من بينهم خمسة خلقوا حالة من الرعب في محيط سوق الجملة للخضر.. بعد اعتداءاتهم المتكررة على التجار والمتسوقين في عمليات سرقة مستعملين السلاح الأبيض.. وفي سوق الجملة للسمك.. بلغت الجرأة بشخصين الى سلب الباعة والتجار صناديق السمك عنوة في واضحة النهار وفي شارع «10» مارس تم القاء القبض على ثلاثة لصوص ودائما في عمالة ابن مسيك تمكن حارس ليلي من إحباط عملية اقتحام مقهى ليلا من طرف ثلاثة أشخاص عمدوا على محاولة كسر اقفال المقهى.. وأبلغ رجال الشرطة.. انهم كان يمتطون سيارة وأدلى بأرقامها. وفي وسط المدينة.. كان من سوء الحظ قاصرين انهما بمجرد مانزعا سلسلة ذهبية من عنق فتاة ترصدتهما عيون رجال الشرطة السرية المتجولة فألقت عليهما القبض في الحين وما أثار استغراب المارة أن أحد القاصرين لايتجاوز عمره عشر سنوات. والملاحظ في الدارالبيضاء أن جرائم الاحتيال والنصب والتزوير تغري حتى بعض الموظفين والتجار الذين لا يشتكون من الفقر والحاجة للتورط في أعمال اجرامية وهذ ما حدث لست موظفين باتصالات المغرب يتابعون الآن قضائيا أمام المحكمة بتهمة التلاعب بمعدات الاتصال.. ومن بين الأظناء زوج وزوجته.. وهو ما حدث لموظف في بنك ساهم في تكوين عصابة من تجار وسماسرة كانوا يزورون توصيل أداء ذمة تصدره الخزينة العامة لفائدة الأشخاص الذين يتعاملون احيانا بشيكات بلا رصيد.. فتمنعهم الابناك من دفاتر الشيكات ويضطرون لأداء 5% من قيمة الشيك الممنوح بلا رصيد للخزينة العامة التي تمدهم بوصل أداء الذمة وقد استغل أفراد العصابة هذا الاجراء القانوني فعمدوا الى تزوير نسخ من أداء ذمة مقابل عمولة تتراوح ما بين (200 الى 700 الى 10.000 درهم. بحسب قيمة الشيك. وقد نجح افراد العصابة في انجاز ما يفوق 70 عملية تزوير قبل اكتشافهم. والغريب في الأمر أن حتى الأجانب أصبحوا يحتالون على البيضاويين فبعد الافارقة تم مؤخرا القاء القبض على ايطاليين في الحي المحمدي يبيعون هواتف محمولة من نوع «نوكيا» على أساس انها أصلية وهي في الحقيقة من المنتوجات الصينية المستنسخة. كما تم القبض على تونسية بصحبة مغربي كانا يزوران جوازات سفر بلجيكية وشهادات إقامة... وجاء اعتقالهما بعد ضبط ثمانية مسافرين مغاربة عند الحدود بجوازات سفر مزورة. والملاحظ أن بعض الظواهر الاجرامية التي اختفت منذ عام ... بدأت في الظهور من جديد... مثل: القتل من أجل اسباب تافهة، فقد اشتبك أربعة شبان في عمالة ابن مسيك سيدي عثمان في عراك دموي استخدمت فيه السكاكين والعصي من أجل درهم. وضمن الوطيس.. وانتهت المعركة بمقتل واحد منهم فيما أصيب ثلاثة بجروح استدعت نقلهم لقسم المستعجلات.... كما ظهرت في عمالة عين الشق أوراق مالية مزيفة وفي عمالة الحي المحمدي اعتقلت الشرطة شخصين يمتلكان مايقرب من 30 ورقة نقدية من فئة «200 ده» وفي المحطة الطرقية أولاد زيان ارتاب احد رجال الأمن من حقيبة مهملة وعند فتحها فوجئوا برضيع ذكر حديث الولادة. وفي الدورة... تحرش مراهق بقاصر في محاولة لاغتصابه... وعندما تمنع عليه طعنه بخنجر. ومن غرائب العمى الجنسي أن شابين وفتاتين لم يجدوا مكانا للمارسة إلا خلف جدار محكمة ابن مسيك سيدي عثمان وقد ضبطهم رئيس المحكمة الذي أبلغ رجال الشرطة فتم اعتقالهم في حالة لبس بالجرم الحيواني ونظرا لتنامي واستفحال الأنشطة الاجرامية في عمالة ابن مسيك سيدي عثمان وعمالة الحي الحسني عين الشق بادرت مديرية الامن الوطني الى إحداث منطقتين أمنيتين. يتعلق الامر بالامن الاقليمي لمولاي رشيد والامن الاقليمي لعين الشق، من أجل دعم تعزيز المجهودات التي تبذلها الشرطة القضائية لمكافحة الجريمة ومن أجل محاصرة العصابات التي تستغل الاتساع الجغرافي لهاتين العمالتين لتحركاتها بين الأزقة والشوارع بكل جرأة ووقاحة.. وأعتقد أن درب السلطان والبرنوصي وعين السبع وسيدي مومن في حاجة الى أمن إقليمي كذلك ليشعر ساكنة ولاية الدارالبيضاء الكبرى بالامن والاطمئنان.