فشل وزراء الخارجية العرب -خلال تحضيرهم لأعمال القمة العربية الاستثنائية المقررة بمدينة سرت الليبية،اليوم السبت, في التوصل لاتفاق بشأن تطوير آليات العمل العربي المشترك، وآليات الانفتاح على دول الجوار العربي، فيما أطلعهم رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس، على آفاق المفاوضات المباشرة وقضية الاستيطان، قبل أن يقدم رؤيته للأحداث غدا للرؤساء العرب. وقد طالبت مجموعة من الدول العربية بإعادة هيكلة الجامعة العربية ، وتعديل منطومة عملها ، بحيث تتناسب مع التغييرات الدولية والتكتلات الإقليمية الجديدة التي لم تكن قائمة لدى تأسيس الجامعة العربية قبل أكثر من ستة عقود، وإقامة رابطة للتعامل مع دول الجوار العربي، وتحديدا تركيا وإيران، وهو الأمر الذي قوبل برفض معظم الدول العربية. يذكر أن قمة سرت الأخيرة، التي عقدت يوم 28 مارس الماضي، أقرت الدعوة إلى قمة استثنائية تعقد بنفس المدينة الليبية، لمناقشة قضيتين أساسيتين تتعلقان بتطوير منظومة العمل العربي المشترك، وأسس سياسة الجوار العربي، ومقترح إقامة رابطة الجوار الإقليمية وآليات عملها. وكانت القمة قد أقرت تشكيل لجنة خماسية، تضم قادة ليبيا ومصر واليمن والعراق وقطر، بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية ، عمرو موسى، للنظر في النقاط الإصلاحية للجامعة العربية. وعقدت هذه اللجنة اجتماعها على مستوى القمة في طرابلس يوم 28 يونيو الماضي، وستطرح نتائج أعمالها على القمة الاستثنائية. من جهة أخرى، قدم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تقريرا عن أحدث المستجدات إلى 16 وزيرا للخارجية في لجنة متابعة عملية السلام المنبثقة عن الجامعة العربية والتي أعطته ، يوم 29 يوليوز الماضي، إشارة البدء لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل بعد انقطاع استمر عشرين شهرا عقب حرب غزة. ويلقي عباس، اليوم السبت، كلمة أمام الزعماء العرب قد يكشف فيها عن رؤيته للأحداث إذا لم يتم التوصل إلى حل وسط وظلت مائدة المفاوضات خالية. ووفقا لنبيل أبو ردينة، المتحدث باسم عباس، فإن الأخير سيبلغ الدول العربية أن "استئناف المفاوضات يتطلب تجميدا كاملا للأنشطة الاستيطانية". ونقلت رويترز عن دبلوماسي عربي، لم تكشف هويته ، قوله إن "الجامعة العربية ستصدر على الأرجح دعوة عامة لمساندة مفاوضات السلام، لكنها ستوضح بجلاء أن قرار مواصلة المفاوضات يقع على عاتق أبو مازن لا عليهم". ودعت واشنطن الجامعة العربية للاستمرار في دعم المفاوضات المباشرة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ، فيليب كراولي، "نريد أن تستمر الجامعة العربية في دعم المفاوضات المباشرة، وسيكون من السابق لأوانه في هذه المرحلة عدم دعم المفاوضات". وفي السياق ذاته ، ناشد وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، الجامعة العربية اتخاذ موقف متسامح يتيح استمرار المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، معربا عن ثقته بما أسماه حكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بعرض اقتراح يحظى بالقبول بشأن الاستيطان في الضفة الغربية. وبدوره، رأى سيلفان شالوم -نائب رئيس الوزراء- أن التوصل إلى السلام يتطلب الحوار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واصفاً القرار الذي سيتخذه العرب في مدينة سرت بالمفصلي. وكان عباس قد تلقى، بمجرد وصوله ليبيا ، اتصالا هاتفيا من وزيرة الخارجية الأميركية ، هيلاري كلينتون، وقال أبو ردينة إن كلينتون بحثت مع عباس "الجهود الأميركية المستمرة لإنجاح عملية السلام". بدوره، كشف السفير الإسرائيلي في واشنطن، ميخائيل أورين، في حديث مصور لصحيفة «واشنطن بوست» أن إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما "قدمت لإسرائيل عددا من الاقتراحات أو الحوافز تتيح للحكومة الموافقة ربما على تمديد (تجميد الاستيطان) لشهرين أو ثلاثة أشهر".