لتقريب صورة هذا المكان من القراء ومسؤولي وزارة الأوقاف والمجلس العلمي لعمالة الفداء - درب السلطان نقدم هذه اللقطات... لتوضيح ما يحدث يوميا. فالإمام يقف داخل أقواس ساحة السراغنة ومن ورائه صفان للمصلين... ومن ورائهما يجلس الفراشة أمام معروضاتهم ومن وراء الفراشة شارع تخترقه الحافلات والشاحنات والسيارات والدراجات النارية والهوندات، وبعد الشارع توجد حديقة ساحة السراغنة حيث يصطف باقي المصلين وأمامهم أشجار تغص أحواضها ببقايا النفايات والأزبال ومن ورائهم تجلس نساء مع أطفالهن... ويجلس رجال يدخنون السجائر وشباب «يفتخون الجوانات» ومشردون و«شماكريا» يشربون «لانكول» ويشمون «الميكا» المخدرة... وأحيانا تظهر بعض المومسات تستعرضن أجسادهن لاصطياد الزبناء. هذا بالإضافة إلى وجود مقهى عن يمين الإمام ومقهى عن يساره مخصصتان للاعبي الكارطة والرامي والدومينو. ووراء الحديقة يوجد قوس تصطف على طوله مقاه مخصصة لمحبي كرة القدم. ومن محيط الحديقة المهملة تنبعث الروائح الكريهة من صناديق القمامة والبول والمخدرات ودخان السجائر وعندما تقام الصلاة... تختلط آيات الذكر الحكيم والابتهالات و«سمع الله لمن حمده» بأصوات لاعبي الكارطة و«السوطة والكابال... والشباظاة والكوباص» كما تتعالى صرخات مشاهدي مباريات كرة القدم عند تسجيل هدف. بالإضافة إلى هدير محركات وسائل النقل وأنتم تعرفون أن الإمام قبل تكبيره الصلاة يحث المصلين على تسوية الصفوف لأنها من تمام الصلاة. فكيف تتم الصلاة في هذا المكان.. والصفوف تفصلها تجمعات الفراشة وتفصلها مساحة شارع يعج بحركية المرور وما تسببه من هدير المحركات وزعيقه «لكلاكسونات» والأدخنة العادمة وتفصلها حديقة تعتبر مطرحا للأوساخ والأزبال وصناديق القمامة... ويفصلها مقاه غاصة بالغافلين. وأعترف أنني عندما فكرت في كتابة هذا الموضوع اعترتني رهبة وتهيبت من اثارته ولكنني استخرت الله... واستغفرته لأن قصدي لم يكن منع الصلاة... وإنما هي الغيرة على قدسية الصلاة وعلى طهارة مكان الصلاة وعلى نقاء أجواء الصلاة وعلى صفاء الروح وصدق الخشوع وسكينة الطمأنينة أثناء الصلاة «إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت» وأستشهد بالحديث الشريف الذي ورد فيه النهي الصريح عن الصلاة في الطريق العام، فقد روى البيهقي عن جابر عن عبد الله بن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«سبع مواطن لا تجوز فيها الصلاة... ظاهر بيت الله «سطح الكعبة» والمقبرة والمزبلة والمجزرة والحمام وعواطن الإبل ومحجة الطريق: «أي وسطه ومعظمه». فما رأي وزارة الأوقاف والمجلس العلمي لعمالة الفداء - درب السلطان - ولهما واسع النظر وبه الإعلام والسلام.