أكد ناجي فخاري رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة فاس بولمان أن مشكل المعامل التقليدية للزليج بفاس يرجع إلى سنوات الستين حينما تم ترحيل هذه المعامل من المدينة العتيقة إلى منطقة عين النقبي خارج أسوار مدينة فاس. وأضاف لقد استمر النشاط الحرفي بهذه المعامل التقليدية إلى حدود سنة 1990 حينما وقعت الأحداث الدامية بمدينة فاس والتي أدت إلى تقسيم المدينة إلى عدد من العمالات، ومنها فاسالمدينة وباتت هناك ضرورة لإخراج بعض المعامل التقليدية التي تصنع الزليج إلى خارج المدينة العتيقة التي أصبحت آهلة بالسكان. بعد ذلك قرر عامل مدينة فاس ترحيل هذه الأنشطة إلى عين النقبي. إذذاك قبلت تعاونية معلمي ومهنيي الزليج هذه الفكرة التي تأتي في إطار المحافظة على البيئة داخل المدينة. ولتسهيل هذه المهمة وحماية لحقوق المهنيين اقتنيت قطعة أرضية كبيرة وتكلف صندوق الحسن الثاني بتبني المشروع وأعطيت القطعة للعمران وتم تجزيء القطع. هذه القطعة الأرضية مساحتها 29 هكتارا وتكلفت السلطة المحلية بتجزيء هذه القطعة حسب متطلبات الصناع حيث وصل عدد القطع إلى 197 قطعة. لكن ما حدث مع الأسف أن السلطات المحلية وعلى امتداد السنوات ساهمت في تأزيم الوضع وذلك بالسماح بإنشاء محلات عشوائية جديدة داخل المدار الحضري، هذه المعامل أصبحت تطرح عدة مشاكل على المستوى الإيكولوجي وعلى مستوى الجهود الرامية إلى حل المشكل كما جرى التخطيط له في السابق رغم أنه كان هناك قرار بلدي سنة 2007 يمنع بتاتا هذه الأنشطة داخل المدار الحضري. وهكذا أخذت السلطة في تهديم تلك المعامل العشوائية الموجودة داخل هذا المدار، وكانت إحدى الأحياء قد خلقت سنة 2004 وهي لجنة استشارية أحدثت لتحسين البقع الأرضية التي أحدثت من طرف العمران والحاصل أن هناك من الصناع من استفادوا وهناك من لم يستفيدوا. ثم هناك ملاحظة أخرى وهي أن السلطة المحلية لم تأخذ بعين الاعتبار تزايد المحلات العشوائية التي وصل عددها إلى أكثر من 70 محلا وحاجتهم إلى الاستفادة من القطع المبرمجة. وهذا هو العامل الأساسي الذي يعرقل المشروع الأول. لذلك فإن على الجهات المعنية خاصة وتحديدا وزارة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية أن تتكلف بهذا الموضوع حتى يستفيد كل من يعنيهم الأمر.