مما لا شك فيه أن إقامة الدورة الأولى للمعرض الدولي للتمر بمدينة أرفود ابتداء من يوم الخميس المقبل 30 شتنبر إلى غاية 3 أكتوبر هو حدث جد إيجابي سيكون له ما بعده في خدمة المقاولات جد الصغرى التي تشكل أسفل هرم المقاولات والنشاط التجاري والاقتصادي الذي يعتمد على التشغيل الذاتي وخلق مناصب شغل وكذا خلق الثروات وذلك في المناطق العميقة من المغرب والتي تتميز بقلة التساقطات المطرية وابتعادها عن المراكز الحضرية. وهذا شيء لم يكن بالإمكان حدوثه لولا إدماج قطاع النخيل ضمن مخطط المغرب الأخضر كقطاع محوري في التنمية الفلاحية. وتقول الجهة المنظمة للدورة الأولى للمعرض الدولي للتمر والتي ليست جهة أخرى سوى وزارة الفلاحة والصيد البحري أن الغرض من المعرض هو إنعاش فلاحة متنافسة ومستجيبة للرهانات الكبرى على المستوى الاجتماعي خاصة تلك المرتبطة بالتهيئة الترابية والتنمية المستدامة، وهو الشيء الذي يظهر جليا في الشعار الذي تم اختياره بمناسبة المعرض الأول: «أشجار النخيل المثمرة في قلب تنمية الواحات». وتجدر الإشارة إلى أن مدينة أرفود ظلت على امتداد 70 سنة تحتضن الموسم الوطني للتمر المنصوص عليه في ظهير سنة 1940 زمن الحماية الفرنسية. وستتضمن الدورة الأولى للمعرض الدولي للتمر العديد من الأنشطة المختلفة كتنظيم ندوات وأيام علمية ومشاركة دولية، فضلا عن تأسيس مجال للقاء والتبادل بين مختلف الفاعلين المغاربة والأجانب ضمن ميدان سلسلة إنتاج التمور. وسيشارك في المعرض 10 دول عربية من بين 150 عارض بالمعرض (تونس، الجزائر، موريتانيا، العراق، مصر،...). فحسب وزارة الفلاحة والصيد البحري، سيقام المعرض على مساحة 3 هكتارات ضمنها 7 آلاف متر مربع لعرض التمور المغربية والعربية، ومن المتوقع أن يستقطب 50 ألف زائر. وسيتمحور المعرض والذي ينظم على شكل أقطاب حول القضايا الفلاحية والمرتبطة بسلسلة النخيل على الخصوص عبر القطب المؤسساتي وقطب الواحات وقطب الجهات وقطب المنتجات وقطب الآلات وقطب اللوازم الفلاحية والخدمات وسوق التمر. كما أن المعرض سيشهد في إطار العقدة البرنامجية الموقعة بين الحكومة والتنظيمات البينمهنية، التوقيع على عدة اتفاقيات للشراكة. وستتاح فرصة إقامة ندوات وورشات علمية لتمكين المتخصصين في المجالات العلمية المرتبطة بالنخيل من تبادل المعلومات حول آخر المستجدات التكنولوجية والابتكارات في مجال تثمين أشجار النخيل. ولتمكين المشاركين في المعرض من الاطلاع على التراث المغربي في مجال النخيل سيتم تنظيم رحلات سياحية بالمنطقة (الخطارات، سجلماسة، مرزوكة، القصور...). ويتضمن البرنامج بالإضافة لتنظيم حصص لتذوق مختلف أصناف التمر فقرات للتنشيط الموسيقي والثقافي والرياضي وكذا تنظيم المسابقات الهادفة إلى اختيار أفضل منتج وأفضل مصنع وأفضل رواق بالمعرض. وتنبغي الإشارة، إلى أنه في إطار مخطط المغرب الأخضر، تم إنشاء الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان (ANDZOA)، كمؤسسة عملية متخصصة في تحقيق التنمية المستدامة بمناطق الواحات والأركان وتتلخص مهامها في الآتي: - حماية وتجديد وتثمين التراث الوطني في مجال النخيل والأركان. - تعبئة وترشيد تدبير الموارد المائية المخصصة للسقي. - إنعاش البحث العلمي لحماية التنوع البيولوجي والتدبير المستدام للأنظمة البيئية بمناطق الواحات والأركان. - العمل على توفير الشروط المثلى لتحقيق التنمية البشرية وخلق أنشطة اقتصادية جديدة مبنية على الاستغلال المستدام للموارد. وانطلاقا من ذلك، فإن إنشاء الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات والأركان يعتبر أداة بالغة الأهمية في تفعيل مخطط المغرب الأخضر فيما يتعلق بسلسلة إنتاج التمور وتوفير أحسن الشروط للتنمية البشرية وخلق أنشطة اقتصادية جديدة سيستفيد منها حتما ليس فقط المغرب العميق، بل المغرب برمته.