تم يوم الخميس بمدريد افتتاح مندوبية الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات في إسبانيا، بحضور وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة أحمد رضا الشامي. وقد جرى حفل الافتتاح الرسمي لهذه المندوبية بحضور المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات فتح الله السجلماسي وعدد من رجال الأعمال الإسبان وعدد من ممثلي الأوساط الاقتصادية والدبلوماسية المغربية والإسبانية. وتتمثل مهمة هذه البعثة، التي تندرج في إطار مخطط العمل الاستراتيجي للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، في تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية المغربية الإسبانية، واستكشاف فرص الاستثمار، فضلا عن تطوير الشراكة بين البلدين والمساهمة في تعزيز صورة المغرب والبحث عن عقد صفقات مع مستثمرين محتملين. وأكد أحمد رضا الشامي أمام مجموعة من المقاولين ورجال الأعمال الإسبان أن المغرب «يمكن أن يشكل محركا للنمو بالنسبة لإسبانيا». وذكر الشامي في هذا الإطار بالمنجزات التي حققها الاقتصاد المغربي في السنوات الأخيرة خاصة في ما يتعلق بمعدل النمو الذي بلغ في المعدل 2ر5 في المائة منذ سنة 2005، والارتفاع الذي شهدته الاستثمارات الأجنبية المباشرة ما بين سنتي 2000 و 2008، فضلا عن الانخفاض المستمر الذي سجلته المديونية العمومية، مبرزا أن المملكة وضعت استراتيجية اقتصادية «منسجمة» تعتمد على أسس مستقرة تراهن على انفتاح اقتصادها على المبادلات والاستثمارات. وأوضح أن محركات النمو للاقتصاد الوطني تتمثل بالخصوص في البنيات الأساسية والفلاحة والتكنولوجيات الجديدة والصيد البحري والصناعة وتنمية الموارد البشرية، مضيفا أن كل واحد من هذه القطاعات يتوفر على مخطط استراتيجي محدد بهدف إعطاء المزيد من الرؤية للقطاع الخاص. وأبرز الوزير أنه بإمكان المستثمرين الإسبان الاستفادة بشكل كبير من الدينامية التي يشهدها الاقتصاد المغربي من خلال التصدير المباشر إلى السوق الوطنية والمشاركة في العروض العمومية التي تطلقها المملكة في مختلف القطاعات من بينها السياحة والسكن الاجتماعي والطاقة المتجددة والبنيات التحتية الطرقية والنقل والمنصات الصناعية المندمجة. وركز وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة على المزايا التي يقدمها المغرب للمستثمرين الإسبان في مجال تعزيز القدرة التنافسية وذلك بفضل قربه الجغرافي وتكلفة اليد العاملة والتحفيزات الضريبية، مضيفا أن المملكة يمكن أن تشكل بالنسبة لهم منصة مثالية للتصدير إلى الولاياتالمتحدة وبوابة للقارة الإفريقية. وأكد في هذا الصدد أنه بإمكان رجال الأعمال الإسبان ونظرائهم المغاربة مواجهة التنافسية بشكل أفضل من خلال التوصل إلى شراكات (رابح+رابح). و أبرز فتح الله السجلماسي الفرص الاقتصادية والاستثمارية الهائلة التي توفرها المملكة للشركات الإسبانية، كما يتضح ذلك من تواجد حوالي ألف شركة في المغرب. وقال السجلماسي إن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات من خلال مندوبيتها في إسبانيا، ستنكب على توفير جميع المعلومات الضرورية حول هذا الموضوع للمستثمرين الإسبان ومرافقتهم خلال جميع مراحل إطلاق مشاريعهم في المغرب. ومن جهة أخرى، قد السجلماسي لمحة عامة عن مهام الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات وخصوصا مساهمتها في تنفيذ المبادئ التوجيهية للحكومة المغربية في المسائل الاقتصادية والاستثمارات. وقد شكل حفل افتتاح مندوبية الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات في إسبانيا فرصة لبعض رجال الأعمال الإسبان الذين استقروا في المغرب لتقديم تجاربهم الناجحة في هذا المجال. وفي هذا الصدد، أكد رئيس اللجنة الإسبانية المغربية بالكونفدرالية العامة لمنظمات المقاولات بإسبانيا (اتحاد أرباب العمل) خوسي ميغيل ثالدو أن المغرب يعد «أفضل» وجهة بالنسبة للشركات الإسبانية التي تسعى إلى تعزيز قدرتها التنافسية مبرزا التسهيلات والتحفيزات المتاحة لهم بالمملكة. و أبرز العلمي الازرق المسؤول عن قطب تنمية الاستثمار في الاتحاد العام لمقاولات المغرب استعداد اتحاد أرباب العمل في المغرب للمساهمة في جهود الإعلام ومرافقة المستثمرين الإسبان الراغبين في الاستقرار في المغرب، مؤكدا على أهمية الشراكات (رابح+رابح) مع رجال الأعمال المغاربة.