أطلقت الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات بداية هذا الأسبوع أول حملة تواصلية دولية لاستقطاب المستثمرين الفرنسيين والإسبان، وذلك تحت شعار «نحن مستعدون لاستقبالكم»، حيث تم إعطاء الانطلاقة لهذه الحملة أول أمس الاثنين بالرباط من قبل أحمد رضا الشامي وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة بحضور فتح الله السجلماسي المدير العام للوكالة . وقال الشامي خلال الندوة الصحفية، التي خصصت لذلك، إن هذه الحملة الإعلامية تتم عبر القنوات التلفزية الفرنسية والإسبانية مثل «إل.سي.إي» و«إي.تيلي» بالإضافة إلى الصحف المكتوبة المتخصصة في المجال الاقتصادي وكذا الصحف اليومية مثل «لوموند» و«لا تريبين» و«لوفيغارو» كما سيخصص حيز مهم للدعاية عبر الانترنيت، مشيرا إلى أن هذه الحملة تروم تكريس صورة جديدة عن مغرب صناعي وتكنولوجي من خلال لوحة إشهارية من 20 ثانية تحاول تمرير خطاب مقنع بأن المغرب أصبح أرضية إقليمية تنافسية للإنتاج يتوفر على قاعدة لوجيستية فعالة، من خلال إثارة أربعة مجالات تميز بها النسيج الصناعي المغربي خلال العقد الأخير وهي الأوفشورينغ وقطاع السيارات والكهرباء ثم «الأيرونوتيك»، ولم يرد الوزير الإجابة عن سؤال «كم ستكلف هذه الوصلة الإشهارية؟ واكتفى بالقول إنها ستكلف العشرات من ملايين الدراهم . وعن استهداف المستثمرين الفرنسيين والإسبان كمرحلة أولى، أكد الشامي أن ذلك أملته عدة اعتبارات أهمها أنهما شريكان اقتصاديان متميزان للمغرب، بالإضافة إلى القرب الجغرافي واللغوي والثقافي، حيث تعد فرنسا وإسبانيا أول شريكين تجاريين للمملكة، وأول مستثمرين أجنبيين بحوالي 50 في المائة من الاستثمارات الخارجية المباشرة، إذ سجلت في السنين الأخيرة نموا متواصلا وانتقلت من 6 مليارات درهم في 2002 لتصل في 2009 إلى 20 مليار درهم، مشيرا إلى أن المغرب يحتضن مجموعات فرنسية وإسبانية كبرى وعددا متزايدا من المقاولات الصغرى والمتوسطة. وأضاف أن هذه الحملة تستهدف بالخصوص أصحاب المقاولات الصغرى والمتوسطة باعتبارها تستحوذ على 90 في المائة من النسيج الاقتصادي بالبلدين الجارين، وبالتالي فإن الحملة تستهدف استقطاب المئات من المقاولات الفرنسية والإسبانية عبر تقديم نظرة جديدة عن المملكة للمستثمرين الصناعيين المحتملين، مبرزا أن الفكرة التي تقف وراء هذه العملية تتمثل في إقناع المستثمرين بأن المغرب لا يشكل فقط وجهة لقضاء العطل بالنسبة للسياح، ولكنه قبل كل شيء أرض لفرص الأعمال بفضل ديناميته الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية وإبراز مؤهلاته سواء في البنية التحتية أو الأمن والاستقرار أو الموارد البشرية المؤهلة، يضيف الشامي. من جهته أشار فتح الله السجلماسي المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات، إلى أن الوكالة افتتحت خلال شهر ماي المنصرم مكاتب لها بكل من باريس ومدريد وميلانو وذلك من أجل مواكبة المستثمرين الراغبين في الاستثمار بالمغرب، ومن المتوقع أن يفتتح مكتب بلندن خلال نهاية هذه السنة ومكاتب أخرى في السنة القادمة بكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا وكذا الدول الخليجية، مشيرا إلى أن الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات التي تأسست في فبراير 2009 تساهم في تنمية ودينامية الشراكة بين القطاع العام والخاص بالمغرب باعتبار أن نصف أعضاء المجلس الإداري للوكالة هم من الفاعلين الاقتصاديين.